أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن السعودية استحوذت على 80 في المئة من الإصابات بفايروس «كورونا». فيما تتوزع النسبة المتبقية على 8 دول. كما استحوذ الذكور السعوديون على 75 في المئة من الوفيات الناجمة عن المرض، وغالبيتهم من المصابين بأمراض مزمنة. وعلى رغم ذلك، اعتبرت منظمة الصحة العالمية، في بيان صحافي، أصدرته أمس، التدابير التي اتبعتها المملكة لمكافحة العدوى «فعالة».
وأوضحت المنظمة، التي أوفدت بعثة إلى المملكة، لتقويم وضع فايروس «كورونا» في المملكة، أن «أول حالة موثقة لـ «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية»، أو فايروس كورونا»، ظهرت في الأردن، في بدايات العام 2012. وتوجد حالياً، 55 حالة مؤكدة مخبريّاً، 40 حالة منها ظهرت في السعودية. أما البقية، فقد تم الإبلاغ عنها من دول أخرى، منها قطر، والإمارات العربية المتحدة في الشرق الأوسط، وتونس في شمال أفريقيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، وأيرلندا الشمالية في أوروبا».
وأكدت الصحة العالمية، أن العدد الإجمالي للحالات «لا يزال محدوداً»، مستدركة أن «الفايروس أدى إلى وفاة 60 في المئة من الحالات المصابة به». وذكرت أنه «نحو 75 في المئة من الحالات في السعودية، أصابت الذكور حتى الآن. ومعظمها لأشخاص يعانون مرضاً أو أكثر من الأمراض المزمنة الخطرة».
وأشارت إلى ثلاثة أشكال وبائية رئيسة للفايروس، الأول «حالات متفرقة تظهر في المجتمعات. وحتى هذه اللحظة لا نعلم مصدر الفايروس، أو كيف تتم الإصابة بالعدوى». أما الثاني «فمجموعة من الإصابة بالعدوى، تحدث بين أفراد العائلة (عنقودية). ويبدو في معظم هذه المجموعات أن الانتقال يحدث من شخص إلى آخر. ولكن العدوى محدودة بالاحتكاك المباشر مع الشخص المريض في العائلة». والشكل الثالث «مجموعة من الإصابة بالعدوى تحدث في منشآت الرعاية الصحية. وتم الإبلاغ عن مثل هذا النمط في فرنسا، والأردن، والسعودية. وفي هذه المجموعات يظهر أن العدوى تنتقل من شخص إلى آخر، بعد إدخال حالة مصابة بالمرض للعلاج في المنشأة الصحية».
واعتبرت منظمة الصحة العالمية، أن عدد المصابين بـ «كورونا» من بين العاملين في المجال الصحي، «أقل من المتوقع، استناداً إلى المقارنة مع الوضع في فايروس «سارس»، إذ كان العاملون الصحيون من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى»، مرجحة أن تكون «التدابير التي اتخذتها معظم الدول لمكافحة العدوى، بعد تفشي «سارس»، أدت إلى تحسن ملحوظ في مكافحة العدوى»، مضيفة أن «التدابير التي اتبعتها السعودية لمكافحة العدوى كانت فعالة».
وأضاف «اطلعت بعثة منظمة الصحة العالمية عن كثب، على الاستجابة في التعامل مع الفايروس في السعودية. وتوصلت إلى أن المملكة قامت بعمل متميز، في التقصي والسيطرة على الفيروسات الفاشية». وأقرت المنظمة بوجود «فجوة كبيرة حول المعرفة بالمرض». ولم تستبعد «أن ينتقل هذا الفايروس حول العالم. ولدينا الآن عدد من الأمثلة حول انتقال الفايروس من دولة إلى أخرى من خلال المسافرين». ودعت جميع دول العالم إلى «التأكد من أن لدى العاملين في المجال الصحي الوعي تجاه هذا الفايروس والمرض الذي يسببه». وذكرت أنه «في حال ظهور إصابة بالتهاب رئوي غير محددة؛ فلا بد من فحصها، ووضع فايروس «كورونا» في الحسبان. وفي حال اكتشاف حالات إصابة؛ فلا بد من إبلاغ منظمة الصحة العالمية عنها». كما دعت جميع دول الشرق الأوسط، إلى «تكثيف إجراءات التقصي الوبائي عاجلاً تجاه هذه العدوى».