إخبارية عفيف – فهد العمري:
امتداداً لجهود صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف"، في مواجهة البطالة التي أنشئ من أجل مواجهتها الصندوق، فقد وضع يده على أحد أهم الأسباب التي تنفر الشباب من العمل في القطاع الخاص وهو تدني الرواتب. وقد بادر "هدف" لمعالجة مشكلة تدني الرواتب في القطاع الخاص، حيث اعتمد مطلع شهر يونيو من 2009م رواتب الموظفين المدعومين من الصندوق في منشآت القطاع الخاص لتكون أقل راتب يتسلمه الموظف السعودي في القطاع الخاص ثلاثة آلاف ريال يتحمل الصندوق نسبة خمسين في المئة من الراتب، وقد لاقت خطوة الصندوق هذه استحسان طالبي العمل، وزادت من إقبالهم على الالتحاق بوظائف القطاع الخاص والاستمرار فيها.
ولتسليط الضوء على هذا القرار بعد عشرة أشهر من تطبيقه، التقت المصادر عدداً من طالبي العمل المدعومين الذين أكدوا أن هذه المبادرة شجعتهم ودفعتهم لطرق باب العمل في منشآت القطاع الخاص، نظراً لأن الرواتب المعمول بها سابقاً لم تكن تفي بمتطلباتهم ولا تشكل حافزاً يشجعهم على الاستقرار الوظيفي.
وأشادوا بجهود الصندوق في معالجة ظاهرة البطالة من خلال تأهيل الشباب وتدريبهم ومن ثم توظيفهم على مهن تتناسب ومؤهلاتهم بأجور شهرية تشجعهم على الاستمرار في وظائفهم، وتلبي طموحاتهم وتعينهم على تحسين أوضاعهم المعيشية.
وقال سامي الرشيد إن قرار "هدف" برفع الحد الأدنى لأجور الموظفين المدعومين في منشآت القطاع الخاص إلى ثلاثة آلاف ريال، غيّر من نظرته لوظائف القطاع الخاص، بعد أن كان يشاع عن منشآت القطاع الخاص وضعها ساعات عمل طويلة للشباب مقابل أجور زهيدة.
وأضاف: "خطوة يشكر عليها الصندوق ومبادرة يجب أن تستوعبها جميع منشآت القطاع الخاص لتضع حداً أدنى للرواتب حتى يتشجع الشباب وينخرطوا في المهن والفرص الوظيفية التي يوفرها القطاع الخاص".
من جهته، أكد صالح الحربي أحد الموظفين المدعومين من "هدف"، أن الصندوق من خلال هذه المبادرة يطبق على الواقع حلولا جذرية تساهم في معالجة مشكلة البطالة وهو الأمر الذي تعوده منه الشباب السعودي منذ نشأته. ووافقه الرأي سامي العتيبي، مبيناً أن أهم الأسباب التي أسهمت في عزوف كثير من الشباب السعودي عن الالتحاق بوظائف القطاع الخاص هي ضعف الرواتب حيث جعل الكثيرين يفضلون انتظار وظائف حكومية على تلك التي يوفرها القطاع الخاص.
وزاد: "تدني الرواتب أمر كان يهدد استمرارية الموظفين في منشآت القطاع الخاص، إلا أن قرار الصندوق برفع الحد الأدنى يجعل الشباب يشعرون بأمان واستقرار وظيفي، ويجتهدون في أعمالهم ويخلصون فيها".