إخبارية عفيف – فهد العمري :
استنكر عضو هيئة كبار العلماء عضو مجلس القضاء الأعلى الدكتور علي بن عباس الحكمي تعمد بعض الناس الذهاب إلى الحرم المكي وأداء العمرة وإرهاق أنفسهم وأسرهم طمعا في الثواب مع إمكانية أدائها في وقت أكثر برودة، مشددا على أن ذلك مخالف للمنهج النبوي.
وقال الحكمي «أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالطاعة لكنه قال (لايكلف الله نفسا إلا وسعها )»، وأبدى الحكمي تعجبه من إصرار البعض على اتباع المشقة والتعب والتكلف الزائد في العبادة مع أنه يمكن أن يأتيه في وقت أكثر برودة، واستدل على ذلك بالحادثة الشهيرة عندما رأى الرسول (صلى الله عليه وسلم) رجالا مجتعمين على رجل يظللونه فسأل عنه فقيل إنه صائم ومسافر فقال عليه الصلاة والسلام «ذهب المفطرون اليوم بالأجر».
وأضاف الحكمي «لا ينبغي للمسلم أن يتعمد إيذاء نفسه باتخاذ الطرق الشاقة لأداء العبادة»، ولفت الحكمي إلى أن الرسول شدد على مسألة الإبراد في الفريضة وهي الصلاة عندما قال في الصلاة «أبردوا» حتى تخف الحرارة فكيف مع غير الفريضة مثل العمرة فهي أحق بالإبراد وأدائها في وقت لايتضرر منه المسلم.
ودعا الحكمي المسلمين إلى تحري الوقت والظرف المناسب حتى يؤدي عبادته بشكل أكثر راحة وطمأنينة وخشوع، واستدرك الدكتور علي بقوله «أجر العبادة على قدر المشقة لكن هذا لايكون بتعمد البحث عن المشقة لأن الدين دين يسر وسماحة».
ولفت الحكمي إلى أن البعض قد يضطر للإفطار في نهار رمضان من كثرة التعب والحر الشديد عند أدائه للعمرة في النهار فهو قد فرط في الفريضة على حساب العمرة.
ورأى الحكمي أن الإصرار على أداء العمرة في ليلة السابع والعشرين رغبة في الأجر والخير قد يجلب المضرة والمشقة وإيذاء النفس والغير خصوصا في ظل الزحام الشديد.
وأضاف الحكمي «لاشك أن الاجتهاد وتحري ليلة القدر وقراءة القرآن أمر محمود لكن لايكون ذلك على حساب الإضرار بالنفس والغير وإيذائهم»، وأكد على أن قيام ليلة القدر لا يكون بالإصرار على أداء العمرة في ليلة السابع والعشرين خصوصا إذا علم أن هناك زحاما شديدا وضررا فالأولى عدم فعلها والذهاب لعبادات أخرى أكثر نفعا، وتأجيلا العمر لوقت أكثر ملاءمة ومناسبة.
وشدد الحكمي على أن المسلم قد يحصل على أجر أكبر بجلوسه في بيته وقيامه وعبادته وإحياء ليلة القدر أكثر من الذهاب للحرم ومزاحمة المسلمين هناك.
وأوضح الحكمي أن تحري ليلة القدر مطلوب ولكن لايكون ذلك بالتزاحم وإيذاء الناس بالإصرار على أداء العمرة فالعبادات واسعة ومنها الصلاة والتهجد وقراءة القرآن، مشددا على أن أداء الإنسان للعبادة دون أن يراه الناس أكثر أجرا من أدائها أمامهم. واستنكر الحكمي كذلك إصرار المعتمرين على أداء السنن مع إيذاء الناس مثل القرب من الكعبة رغم الزحام الشديد بالتدافع وحرصهم على تقبيل الحجر الأسود ومايسبب ذلك من ضرر على الناس عند الزحام في العشر الأخيرة من رمضان.