بنات تجاوزن الخطوط الحمراء وكل الأسقف الاجتماعية وينافسن بعض الشباب في تعاطي الحشيش بل وصلت الحال ببعضهن إلى حد الإفراط في التعاطي فقد كشف العالم السري لمتعاطيات المخدرات إلى تجاربهن وأمراضهن .. وها هي نجلاء فتاة في العقد الثاني من العمر مخطوبة لرجل يكبرها بعشرين عاما، خريجة قسم كيمياء في الجامعة، تدلي باعترافها وتقول: تعلمت تعاطي الحشيش من صديقتي البارعة في هذه الانحرافات، حيث اصيبت بحالة إدمان ثم أصابتني بذات الداء بعدما اقنعتني بتعاطي الحرام .. دخنت عدة سيجارات وأصبحت لا أقوى على مفارقتها وتصادف أن تزوجني رجل يكبرني سنا وصار شريكي في الحياة وتعاطي الحشيش.
أوهام وخيالات
«ن» مدمنة الكبتاجون تروي حكاية صديقتها البارعة في تعاطي الحبوب البيضاء تحت زعم أنها تنشط الذاكرة وتعين على أداء الاختبارات ومقاومة السهر ووجدت نفسها مدمنة من الدرجة الأولى، فباتت تشتريها بدلا أن تأتي إليها كهدايا من صديقتها المنحرفة. وترفض الشابة «ن» اعتبار الفقر سببا لتعاطي الفتيات وقالت إن أهلها من ميسوري الحال لكنها نشأت بين أب يتعاطى الخمر وام تتعاطى الحشيش فتطورت حالتها فأصبحت تنظم جلسات تعاطي مع بعض صديقاتها في منزلها حيث تتولى هي إعداد السجائر وحرق الحشيش بمعاونة والدتها التي تقدم الحشيش لصاحباتها.
الزوج المعلم
أم لطفلين خاضت ذات التجربة المريرة وتقول إنها تدربت على التعاطي على يد زوجها كما تعلمت كيفية لف سجائر الحشيش، ورفضت الإفصاح عن مصدرها وقالت إن أغلبها تأتي اليها كهدايا من صديقاتها المتعاطيات.
أما «عزة» فتقول انها نشأت وسط أسرة مفككة غير مترابطة وفشلت في استكمال دراستها الجامعية لكنها نجحت في الحصول على وظيفة مكنتها من مغادرة بيت الأسرة والسكن بمفردها وظلت أسرتها تلاحقها حتى وقعت أسيرة للإدمان.
إشباع ولكن
أستاذة الصحة النفسية في جامعة طيبة عهود الرحيلي كشفت جزءا من اسباب إدمان البنات وقالت إن الدوافع تختلف من حالة إلى اخرى ولا تختلف أسبابه عن ادمان الشبان، فأغلبها لها علاقة بشخصية المدمن وخصائصه النفسية أو بظروف البيئة الأسرية والاجتماعية المحيطة، ويمكن القول إن المرأة قد تقع فريسة للمخدرات بأنواعها نتيجة الشعور بالاكتئاب وعدم الكفاءة والتوتر مع عدم القدرة على تحمل الضغوط وعدم القدرة على إشباع الحاجات النفسية. وعلى ذلك تبحث الفتاة عن وسيلة للتخلص من الألم والتزود بالاشباع حيث تستمد من خلالها قيمتها الذاتية في عالم مغلق وخاص.
صديقات منحرفات
الرحيلي تمضي وتقول إن الظروف الأسرية التي تمر بها الفتيات والنساء مثل الانفصال أو الوفاة وما يتبع ذلك من تفكك اسري وانعدام للرقابة أو أسلوب التربية والتنشئة الأسرية المتضادة بين الحماية الزائدة أو السلطة القاسية جميعها تنشئ فتاة لديها شعور بالنقص او الدونية او الاتكالية الشديدة، وبالتالي تصبح فريسة سهلة للإدمان لاسيما إذا ما صادف ذلك جماعة من الصديقات السيئات اللائي يزين الإدمان ويسهلن الحصول عليه وبالتالي يكون الادمان وسيلة لكسب رضا الجماعة والشعور بالانتماء لها، ولا يقتصر الادمان على الأسر الفقيرة أو غير المتعلمة بل يمتد ولو بنسبة ضئيلة إلى الأسر الغنية والمتعلمة نتيجة ما قد تعانيه تلك الأسر من انعدام الرقابة وضعف العلاقة بين الزوجة وزوجها أو بين الوالدين وبناتهم وتوفر المال دون حساب. وتبحث المدمنات عن وسيلة للتخلص من مشاعر الألم واشباع مؤقت وسريع للحاجات النفسية غير المشبعة ويجب على المجتمع ان يتقبل الفتاة أو المرأة المدمنة لاخراجها من حالتها.