ضرب مواطن من بريدة مثلا رائعا في المسؤولية عندما كشف خداع مقيم عربي عمد إلى تزييف وتزوير شهادات علمية رفيعة بقصد التربح.. وبحسب المعلومات فإن المزيف الخطير قدم عشرات الشهادات العملية المغشوشة حيث كان يسوق الواحدة منها بمبلغ يصل إلى 5 آلاف ريال.
وكانت الأوساط الاجتماعية في بريدة أبدت دهشتها من تحول بعض متواضعي التعليم إلى حملة درجات دكتواره ودبلوم في وقت قصير لكن المواطن الغيور على وطنه نجح في كشف خداع المقيم المزيف بعدما استشعر حجم وخطورة التصرف وقرر أن يمارس دوره الأمني والوطني وأبلغ السلطات الأمنية عن تحركات المزيف.
بداية سقوط المتهم تمثلت في أن المواطن اليقظ مثل دور الضحية حيث أوهم المتهم أنه قدم من دولة عربية ولا يملك شهادة مع وجود فرصة نادرة أمامه للعمل كأستاذ في الفيزياء وفي لحظة التسليم والتسلم انقضت الأجهزة المختصة على المتهم متلبسا بجريمته. وكانت المفاجأة بأن يده اليمنى التي تشاركه الجريمة هي ابنته ذات العشرين ربيعا حيث استغلت إمكاناتها ومواهبها في التقنية والحاسوب في تزوير المحررات.
تفاصيل سقوط المتهم
يشار إلى أن شرطة القصيم أصدرت بيانا في وقت سابق شرحت فيه تفاصيل الواقعة منها أن إدارة التحريات والبحث الجنائي ضبطت معملا متكاملا يحوي جميع أدوات تزوير الشهادات الجامعية والمعاهد الأهلية، كما عثرت في الموقع على أختام منسوبة لجامعات وكليات ومعاهد وأختام تصديق على صحة الختم، وبلغ عددها 32 ختما كما تم ضبط 16 ألف شهادة مزورة لجميع المراحل منها ما هو جاهز للتسليم.
وطبقا لبيان الشرطة، فإن إدارة التحريات والبحث الجنائي ومن واقع مسؤولياتها تجاه ضبط الخارجين عن النظام وبعد مراقبة دقيقة ومستمرة لضمان القبض على المتهمين متلبسين بجرمهم وضبط المعمل خشية من إتلافه أو نقله، تم القبض على المتهم الأول بعد تحريات وبحث دقيق حول قيامه بتزوير شهادات (ماجستير ودكتوراه ومعاهد لغة) لجامعات أجنبية، وتبين أن المتهم يحمل شهادة الدكتوراه ويعمل في إحدى الجامعات الأهلية كما تم ضبط ابنته التي تعينه على نشاطه المنحرف. وطبقا للبيان فإن جميع من تعاونوا مع مزور الشهادات سيحالون إلى التحقيق، خاصة وأن حصولهم عليها قد يعطيهم فرصا إدارية ومناصب قيادية لا يستحقونها. وتم الإعلان منتصف الأسبوع عن إحالة 33 شخصا استفادوا من الشهادات والتوصل إلى 350 شخصا مع جميع بياناتهم التي وضعت على الشهادات التي استفادوا منها.
شراء الأوهام
الاختصاصي النفسي فيصل العلي علق على هذه الواقعة بقوله إنه «للأسف.. المادة أفسدت أخلاقيات البعض وأصبحت الواجهة تقاس بالشهادات علما أنه هناك عدة طرق للحصول عليها كالانتظام بالدراسة أو الدراسة عن بعد أو الانتساب ولكن نظرا لوجود إحساس داخلي لدى البعض بفشلهم وعدم قدرتهم على الوصول لتلك الشهادة دفعهم لشرائها وهي أشبه بشراء الذمم، حيث استغل بعض الأجانب غياب المسؤولية الاجتماعية والإحساس بقيمة العلم من خلال التزوير على الرغم من أن قيمة الشهادة المزورة تعادل قيمة الانتظام أو الانتساب لجامعة محترمة والتعلم بجدية دون تزوير وجهل حيث إنه هناك العديد من حملة الشهادات تفضحهم أخلاقياتهم وسلوكياتهم داخل المجتمع».