تمثل دبي وجهة استثمارية مفضلة لأصحاب رؤوس الأموال، وقد دخلت جنسيات جديدة في عدد من القطاعات، لكن يبقى قطاع العقار هو الأكثر جاذبية بين جميع القطاعات.
وبحسب تقديرات خبراء العقار، فإن السعوديين هذا العام كانوا مقبلين بقوة على العقارات، وفاقت استثماراتهم منذ بداية العام حتى الآن أكثر من ملياري درهم، في حين ظهر الأثرياء “الروس” بقوة في قائمة الجنسيات الأكثر شراء للعقار في دبي.
وفي هذا السياق، قال علي المري، الخبير العقاري ورئيس مجلس إدارة شركة “إم إي كي” للوساطة العقارية في دبي في تصريح لـ”العربية.نت”، إن سوق العقار يشهد “طفرة” في المبيعات كبيرة، مشيرا إلى أنه في الشهور الثلاثة الأخيرة كان الإقبال كبيرا وتجاوز كل الأعوام السابقة.
نشاط عقاري قبل رمضان
وبيّن المري أن الشهور التي تسبق رمضان عادة ما تكون نشطة، لكن في هذا العام كانت “دبي غير” من حيث الاستثمارات في سوق العقار.
وأوضح أن السعوديين يتملكون 80% من عقارات منطقة البرشاء الأولى، أما النسبة المتبقية فهي موزعة على كل الخليجيين.
وأكد المري أن الخليجيين “سيطروا” على مناطق معينة في دبي مثل البرشاء والنهدة لأنها ليست من مناطق التملك الحر “فري هولد”، وما هو معروف أن الخليجي في هذه المناطق يعامل معاملة الإماراتي، فلا يدفع ضريبة كما حال الأجنبي في مناطق التملك الحر مثل مارينا وسيليكون وتيكوم والجي بي آر، مشددا على أن الإماراتيين يقبلون بكثرة على شراء العقار في مناطق الكرامة والرفاع والفرية وغيرها من المناطق القديمة.
ونوه المري إلى أن الخليجيين يفضلون في الدرجة الأولى شراء الفنادق والشقق الفندقية، وذلك من أجل البحث عن العائد الفوري.
ورأ المري أن “الروس” حاضرون بقوة في مناطق التملك الحر، كما هو حال الجنسيات الهندية والبريطانية والباكستانية، بالإضافة إلى العرب كاللبنانيين والسوريين والأردنيين وغيرهم
الهنود في أعلى القائمة
لكن في ذات الوقت يبقى الهنود متصدرين قائمة الجنسيات خلال الأعوام الأخيرة وما يزالون.
وبحسب تقارير سابقة، فقد بلغت الاستثمارات الهندية في هذا القطاع 9 مليارات درهم في عام 2012، في حين كانت المطاردة من قبل البريطانيين حيث استثمروا 5 مليارات، وجاء الباكستانيون بالقائمة الثالثة بـ4 مليارات درهم. لكن الجديد هو دخول الروس بقوة العام الماضي باستثمارات تجاوت المليارين درهم، كما أن حضورهم العام الجاري حتى الآن قوي من خلال إقبالهم المتزايد بشكل ملحوظ على الشراء.
في الجانب الآخر يحتدم الصراع بين الخليجيين في شراء العقارات، لكن لا تزال الأفضلية للسعوديين، وتوقع خبراء أن تصل استثمارات السعوديين العقارية هذا العام إلى 3 مليارات درهم، في حين كانت استثماراتهم في العام الماضي ملياري درهم.
وتوقع خبير عقاري أن تتجاوز استثمارات الخليجيين في العقار هذا العام 15 مليار درهم، وربما تصل إلى 20 مليار درهم.
ما يميز مشاريع دبي العقارية أن الطلب أكثر من العرض، وكثيرا ما كانت العروض العقارية تنتهي في الأيام الأولى، كما حدث مع ما طرحته شركة نخيل الإماراتية، من وحدات سكنية في مشروع “ليغاسي”
طلب قوي
فقد باعت 200 وحدة سكنية في أول ساعتين من طرحها للبيع، وهو ما يؤكد قوة سوق العقار في دبي وانتعاشه من جديد.
وبحسب خبراء العقار، فقد تجاوزت الاستثمارات في القطاع العقاري في مدينة دبي أكثر من 40 مليار درهم خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الجاري، خصوصا في ظل استمرار طلبات الشراء المتواصلة والمتزايدة في آن واحد من قبل مستثمرين أجانب وخليجيين بشكل خاص.
وكانت صحيفة الاتحاد الإماراتية، ذكرت أن 6.4 مليار درهم استُثمرت في العقار في شهر يناير فقط العام الجاري.
وبين سلطان بطي بن مجرن مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي في حينها أن المستثمرين الأجانب، من غير العرب والخليجيين، استحوذوا على نحو نصف الاستثمارات العقارية في دبي خلال شهر بقيمة 3.2 مليار درهم.