علمت مصادر أن وزارة الشؤون الإسلامية السعودية أوقفت خطيب جامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب في حي السلام (شرق الرياض)، وذلك إثر خطبة ألقاها في صلاة العيد، طالب فيها العلماء ونساء المسلمين على تحريض الشباب على حمل السلاح والنفير إلى دول تشهد ثورات وقلاقل. كما ألح في الدعاء لسيدة سعودية عرفت باسم «سيدة القاعدة» تقضي محكوميتها بالسجن إثر تورطها بأعمال إرهابية داعياً لها بالإفراج. وسألت المصادر وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة الدكتور توفيق السديري، وأوضح أن ما تطرق له الخطيب في خطبة العيد يعد أمراً غير مقبول لأنه خالف المنهج الشرعي في الخطبة، مشيراً إلى أن الوزارة قررت إيقافه عن الخطابة، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل هناك محاسبة شرعية سيتعرض لها.
وقال السديري إن الوزارة تحركت بعد صلاة عيد الفطر مع الجهات المختصة لمعالجة الموضوع، مؤكداً أن كل من يخرج عن المنهج الشرعي والدعوة مرفوض. وأضاف أن «الخطيب تترك له حرية اختيار خطبته بنفسه ثقة من الوزارة بخطبائها، وذلك بعد اجتياز جميع خطباء المساجد لاختبارات ومقابلات شخصية من لجنة متخصصة في الوزارة». وكان خطيب جامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الرياض، تطرق في خطبته إلى أن العلماء خذلوا الموقوفين في السجون، وطالب المسلمين بالوقوف في صف المجاهدين بفتاواهم ومواقفهم، وتحريض العامة على النفير إلى الجهاد، ودعم المجاهدين بالأموال. وطالب الخطيب نساء المسلمين بتربية أبنائهن على حب الجهاد والأمر بالمعروف، ومن ثم النفير إلى الجهاد، وقال: «لقد نفر كثير من أسود الإسلام إلى دولة الشام». وأشار خلال خطبته التي وزعت على مواقع التواصل الاجتماعي ومدتها (50 دقيقة)، إلى أن القضية المصرية ليست في صناديق الاقتراع والمؤتمرات، وإنما في صناديق الذخيرة والغارات، وما عدا ذلك فهو استهلاك لا قيمة له.
ولم تَخلُ خطبته عن المشهد العراقي، إذ أثنى على ما قام به أمير دولة العراق والشام الإسلامية أبوبكر البغدادي خلال تحرير سجني التاجي وأبوغريب مطلع الشهر الجاري، وقال: «إن البغدادي تلميذ أبي مصعب الزرقاوي (قتل في غارة أميركية) أوفى وعده، وحرر قادة المجاهدين في سجني التاجي وأبو غريب، حتى يستكملون أعمالهم».