لجماهير النصر الحق في أن تفرح بتصدر فريقها سلم ترتيب دوري “جميل” عقب نهاية الجولة السادسة، ولكن أن تبالغ في التعبير عن ذلك الفرح الذي ربما لا يتواصل مع مرور الجولات المقبلة وهو ما لا يتمناه أي نصراوي بعد أن طالت غيبة الفريق عن المنصات واعتلائها للتوشح بالذهب، لذا ليس من الغرابة أن نشاهد ونسمع عددا من طرق الفرح التي يعبر فيها كل نصراوي عما بداخله بعد الصدارة، ولعل (هاشتاق متصدر لا تكلمني) الأكثر شيوعاً من بين تلك الطرق التي عبر فيها النصراويون عن صدارتهم، فمنهم من وضع الهاشتاق ك”بايو” لحسابه الشخصي بمواقع التواصل الاجتماعي ومنهم من وضعه على مركبته الخاصة كملصق وآخر اجتاح به المجالس الرياضية وكأن النصر حسم الدوري، والسؤال هنا هل تدرك تلك الجماهير ردة الفعل التي لو شاء الله وحدثت؟). وماذا لو كان النصر بالفعل في كل موسم يتصدر وينافس كما كان عليه في عهد سابق؟
النصر وجماهيره أحد عوامل الاثارة في الكرة السعودية، ولكن هل سيتقبل كل نصراوي أن يفرط فريقه بهذه الصدارة التي ربما تكون وقتية، بل وتكاد أن تُصيب لاعبي الفريق بإفراط التفاؤل الذي حتماً سيفقدهم ما دعا الجماهير للابتهاج به وهو صدارة الست جولات. تتوالى الأسئلة بحجم تلك الأفراح الغريبة، فهل يعي مدرب الفريق الأوروغوياني كارينيو مدى خطورة ذلك وكيفية المحافظة على ما تبوأه الفريق من مكانة؟ وماذا عن تقبله موجات الغضب العارم التي ستطاله من قبل الإدارة وكل من هو مسؤول عن الفريق؟
النصر أمامه مشوار شاق وعمل مضاعف لاكتمال ملامح الفرح التي لن يتخيل أي نصراوي غيابها، لن نستبق الأحداث فتبقى من الدوري ضعف ما انقضى ويزيد اثنتان لنعرف الكثير مما تخبئه المفاجآت التي ربما تحمل في طياتها السلبي والايجابي وهو ما يتمناه أنصار الفريق، لذا فإن أنظار الشارع الرياضي لن تغفل عن متابعة لقاءات النصر وتتبع أخبار وأحداث كل جولة يحل فيها ضيفاً لمعرفة مدى صموده أمام أمواج وصراعات الفرق التي بكل تأكيد لن تستكين وراء ما حققته من نقاط بل، ستصارع من أجل انتزاع كل ما سيكفل لها ملاحقة المتصدر والركض خلف ما يسعى إليه لنيله.
بكل تأكيد اننا على موعد من الإثارة في دوري (جميل) وهو ما نبحث عنه جميعاً فلعبة الكراسي آن لها الانطلاق واحتدام المنافسة حان، فالفرق التي كانت في المراكز التي من دون المقدمة وهي ذات تمرس على البطولات جماهيرها تغلي وتبحث عما يسعدها أسوةً بالجماهير النصراوية التي تغنت بالصدارة لذا فالمسؤولية تضاعفت على إدارة الفرق الكبيرة، والمستفيد المتابع فالدوري هذا الموسم وخصوصاً الجولات المقبلة ستكون ساخنة ونقاطها أكثر سخونة وهو ما سيدفع الكثير لعدم التفريط في مشاهدة المباريات!.