أدرجت وزارة التربية والتعليم وحدة دراسية كاملة في منهج مادة «التوحيد» لطلاب المرحلة المتوسطة تتحدث عن مساوئ التشدد في الدين والغلو فيه، وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع.
ورصدت مصادر في الوحدة الدراسية توضيحات تفيد بأن التشدد في الدين يفسد العقل ويطمس الفطرة، وأنه يقود إلى الوثنية وتأليه البشر، ويكون سبباً في انتشار البدع في المجتمعات الإسلامية. وقالت إن الاعتدال سنة الله في خلقه، مستدلين بأمثلة عدة أبرزها أن «الأوكسجين الذي يعد ضرورياً للحياة، لكن حين تزيد نسبته يتحول إلى مهلكة، وأن الملح لا يستغنى عنه في الطعام لكن حين تزيد نسبته فإنه يضر بالبدن، كما أن الشجاعة خلق محمود لكنها حين تزيد على قدرها تصبح تهوراً». وعرفت الغلو بأنه المبالغة والتشدد في الدين بمجاوزة الحد المشروع، مشيرة إلى أنه ليس من الغلو فعل الواجب ولو كان فيه مشقة كالاستيقاظ لصلاة الفجر مع الجماعة، أو اجتناب المحرم ولو كانت النفس تميل إليه كأكل المال الحرام والنظر إلى ما حرم الله».
وأوردت الوزارة بعض الأحاديث الواردة عن النبي ? صلى الله عليه وسلم ? تبين تيسيره في أمور الدين، منها قوله: «إن الدين يسر ولن يشاد الدينَ أحدٌ إلا غلبه».
ولفتت الوزارة إلى أن الصالحين تجب محبتهم وتوقيرهم والاقتداء بهم في صلاحهم وعلمهم ولا يجوز الغلو فيهم، ومن ذلك إنزالهم فوق منزلتهم الشرعية بأن يدعوا من دون الله أو يستغاث بهم في ما لا يقدر عليه إلا الله.
وقسّمت الوزارة مواقف الناس في معاملة الصالحين، فالقسم الأول أهل الغلو الذين يرفعونهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله إياها، والثاني أهل الحق الذين يحبونهم ويوقرونهم، والثالث أهل الجفاء الذين لا يقومون بحقهم من الحب لهم والموالاة لهم.
يذكر أن المناقشات حول الغلو والتشدد في المناهج السعودية بدأت في أعقاب انفجار عمليات الإرهاب محلياً ودولياً خلال الأعوام الخمسة الأولى في الألفية الجديدة، إذ حمّل البعض المناهج، لاسيما في مادة التوحيد، مسؤولية اختطاف شبان سعوديين من جماعات تكفيرية استخدمتهم في عمليات إرهابية.
ومن أبرز النقاشات التي عاشها السعوديون حول التشدد والغلو حوارات المشاركين في اجتماعات مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، إذ اتفقوا على أن عملية التطوير التي ينادون بها في السلك التعليمي يجب أن تكون بإرادة وطنية من غير ضغوط أو إملاءات خارجية.