كشف الشيخ صالح كامل أنه شرح للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حديثاً نبوياً حول إحدى المعاملات في الاقتصاد الإسلامي فطبقته في بلدها وأصبح قانوناً معمولاً به، داعياً لتطبيق ما جاء في الكتاب والسنة على التعاملات المالية المعاصرة.
وأوضح كامل خلال كلمته على هامش ورشة عقدت في جدة مؤخراً، قبل انطلاق الندوة السنوية لمجموعة البركة المصرفية في الاقتصاد الإسلامي، أن ميركل زارتهم في غرفة جدة، وسألته عن سبب عدم خسارة البنوك الإسلامية خلال الأزمة المالية، مشيراً إلى أنه أخبرها بأن هناك بنوكاً خسرت وأخرى لم تخسر لأنها لا تعمل في الاقتصاد الافتراضي الموجود في أوروبا.
وأضاف أنه شرح لها الحديث النبوي “لا تبع ما ليس عندك”، ولم يمض سوى أربعة أشهر حتى تم منع البيع على المكشوف في ألمانيا، وأصبح قانوناً داخل بلدها.
وحول تجربته مع هذا الحديث النبوي وكيف كان له أثر إيجابي حين طبقه بشكل صحيح في تعاملات إحدى شركاته في التسعينات، قال كامل إنه اشترى ثالث أكبر شركة شاي في العالم وربحت في عامها الأول ثم خسرت في العامين التاليين، ليكتشف أن سبب الخسارة هو تطبيق نظام البيع قبل الشراء أو التملك، فقرر عندها وقف البيع بهذه الطريقة، حتى بدأ بتحقيق الربح وتغطية الخسائر.
ودعا كامل للعودة للكتاب والسنة وتطبيقهما بالشكل الصحيح على التعاملات المالية المعاصرة ليكون للحضارة الإسلامية أثر بارز في تعاملاتنا المالية بدلاً من تقليد الغرب أو استصدار الفتاوى دون تطبيق إسلامي صحيح، مرتئياً أن ضعف بعض البنوك والمصارف الإسلامية سببه تقليد الغرب والتعامل بالاقتصاد الافتراضي القائم على البيع قبل امتلاك السلع، وهو ما يتنافى مع حديث “لا تبع ما ليس عندك”.
وزاد كامل: “للأسف نحن اختزلنا الاقتصاد الإسلامي في موضوع الربا ولم نتطرق للجوانب الأخرى، وعندما نأتي ببعض هذه الأحاديث نحاول أن نطوعها للأدوات العصرية الموجودة حتى إننا توسعنا في مجاراة ما هو موجود في الغرب واعتقدنا أنه من التقدم والحضارة أن نريهم أن تراثنا متناسب مع ما يفعلون، فيجب إخضاعهم لتراثنا وفهم المقاصد من الأحاديث والآيات”.