استنكر رئيس التفتيش القضائي عضو المجلس الأعلى للقضاء الشيخ د.ناصر بن إبراهيم المحيميد حوادث التفجير والقتل و الاعتداء التي وقعت بالمدينة المنورة وفي محافظتي جدة والقطيف من اناس منحرفين دينيا و فكريا و سلوكيا.
وقال في تصريح صحفي ما حصل من اعداء الدين في ختام شهر رمضان المبارك جمع السوء من جميع ابوابه وما حصل يقرر سلوكا منحرفا ينكره الدين والعقل والسلوك السوي ، بل وينكره جميع معالم الفطر السوية وهذا دليل على تزيين الشيطان لهذا العمل المنكر وهو من انتكاس الفطر فلم يراعي هؤلاء المجرمون حرمة زمان ولا مكان وذلك من تزيين الشيطان لاتباعه وهؤلاء من اتباع الشيطان قال الله تعالى :
( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )
وأضاف الشيخ المحيميد لقد افجعنا هذا الحدث الذي لا يصدر الا من محصلة انحراف كبير وبعد عن التشريع الالهي الرباني وهو سبيل واضح للمروق من الدين الإسلامي كما يمرق السهم من الرمية ، وهذه الوقائع الاسلام برئ منها ومن كل طريق يوصل إليها .
وذكر الشيخ الدكتور المحيميد أن الانحراف الذي وجدت نابتته وترعرت آثاره في جملة من البلدان من خلال مخرجات التنظيمات الضالة التي تسعى الى الإفساد والقتل والاعتداء وتشويه صورة الاسلام والتغرير بالناشئة قد اتضح وانجلى حقيقته ، ولا ينكر معالم خطره الا جاهل أو مداهن ولا علاج له في هذه المرحلة الا الحزم والعزم .
وقال في معرض حديثه :عجيب وغريب أمر هؤلاء المنحرفين والمغرر بهم الذين امتد عدوانهم الى أشرف البقاع مأرز الايمان ومسكن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم
عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا )
بل وشدد ﷺ فقال : “ولا يُريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص، أو ذوب الملح في الماء” رواه مسلم وقال: ” لَا يَكِيدُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَحَدٌ إِلَّا انْمَاعَ ، كَمَا يَنْمَاعُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ” رواه البخاري
وزاد هذ الفعل الذي حصل من هؤلاء المغرر بهما في اي مكان وأي زمان امر منكر وخلل وانحراف ظاهر لا يقره دين و لا عقل و لا حلم ووصول الامر الى هذه النتائج دليل قاطع على تعمق جذوره ونفاذ محصلاته .
وتساءل الدكتور المحيميد هل يتحمل هؤلاء السفهاء المسئولية فقط أم ان العتب يطول غيرهم ؟ هل نحن واجهنا هذه الوقائع بتكاتف شرعي وفكري وأمني يتلاءم مع نتائج هذا الفكرالمنحرف ؟
وقال يجب ان يكون التشخيص دقيقا والعلاج مناسبا ، يجب ان يحيى الفضائل في عقول وقلوب الناشئة ، يجب ان نعمر هذه العقول بالعلم الشرعي المؤصل ، يجب ان نكثف ثقافة الاسلام ومنهجه الصحيح ، ويجب ان يحارب الانحراف السلوكي والمسلكي غير الاخلاقي ، لان الخلل يجر بعضه بعضا ، و لان الفضائل اذا قامت اندحرت الرذائل ، ويجب ان يربط الناشئة بالعلماء المشهود لهم بالفضل ويجب ان يربط الناشئة بمجالات الخير الواضحة وان يحيى بهم الفهم السليم للإسلام ومعالمه وشريعته.
وفي ختام حديثه دعى الله العظيم ان يرد كيد هؤلاء في نحورهم وان يحفظ علينا ديننا و عقيدتنا و ان يعز شريعتنا
وان يحمي بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية و ولاة أمرها و شعبها من كل سؤ و مكروه وان يديم عليها الأمن والإمان والعز والتمكين في ظل تحكيم شريعة الاسلام .