أثنت صحيفة “وول ستريت جورنال” على الطريقة التي تدير بها المملكة سياستها النفطية، واختيارها التوقيت المناسب لتفاجئ الجميع، خلال اجتماع منظمة الأوبك الأخير بالجزائر، بأن المنظمة مازالت قادرة على إدارة أزماتها بشكل ناجح والتوصل لاتفاقيات بناءة، وذلك رغم الصعوبات التي تشهدها أسواق النفط العالمية.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، الجمعة (7 أكتوبر 2016)، أن المملكة فاجأت الجميع بقدرتها على التوصل لاتفاق نفطي مشترك مع غريمتها إيران في وقت سجل فيه مخزون النفط الأمريكي أكبر انخفاض له؛ حيث سجل احتياطي النفط الأمريكي انخفاض يقدر بنحو 3 ملايين برميل في الأسبوع، وذلك لخمسة أسابيع متعاقبة.
وأضافت الصحيفة أن الخبراء اعتبروا الانخفاض الكبير في احتياطي النفط الأمريكي دليل على حدوث ارتفاع في الطلب أمام فائض الإنتاج الذي ظلت الدول المنتجة تعاني تبعاته السلبية على أسعار النفط.
وأشارت “وول ستريت جورنال”، إلى أنه من الواضح أن المملكة اختارت توقيتا مناسبا للغاية للإعلان عن تمكنها من التوصل إلى اتفاقية مشتركة بين الدول الأعضاء بالأوبك لخفض انتاج المنظمة.
ونوهت الصحيفة الأمريكية بقدرة المملكة، التي أعلنت عن رفضها التام لفكرة خفض انتاجها من النفط خلال الاجتماعات بين أوبك وروسيا في قطر خلال شهر أبريل، على التوصل لاتفاقية مع أكبر الدول المنافسة لها في أوبك لخفض إنتاج المنظمة بنسبة 1% إلى 2% أي ما يعادل 33.2 مليون يوميا.
وجاء اختيار المملكة لهذا التوقيت تزامنا مع حدوث انخفاض غير متوقع في مخزون الخام الأمريكي، ساعد في ارتفاع سعر برميل البترول إلى 50 دولارا للبرميل، وهي الزيادة الأكبر لسعر البرميل منذ شهر يونيو.
وأكدت “وول ستريت جورنال”، أن الوضع بسوق النفط العالمي ينفي تماما صحة الافتراضات التي وضعها البعض بأن هذه المبادرة تنبئ بأن المملكة بدأت تغير من سياستها النفطية الرامية إلى الحفاظ على حصة المملكة بالسوق العالمي للنفط.
وبحسب الصحيفة، فإن الاتفاقية الجديدة التي توصلت لها المملكة مع الدول الأعضاء بالمنظمة ستدفع المملكة لخفض إنتاجها بمعدل 400,000 برميل في اليوم، إلا إنها أشارت- كذلك- إلى أن هذا الانخفاض لن يضر بحصة المملكة بالسوق العالمي؛ لأنها كانت ستعمل على خفض إنتاجها تلقائيا خلال نهاية العام.
ونقلت الصحيفة عن وزير النفط، خالد الفالح، قوله، عقب إعلان منظمة الأوبك عن توصلها لاتفاقية لخفض الإنتاج، “هذه الاتفاقية لا تعد تغيرا في سياسة المملكة النفطية ولا هي صورة من صور تنازل كبير تحاول المملكة أن تقدمه، فالمملكة ستظل قادرة على تغطية مطالب جميع عملائها بشكل جيد، في ظل هذا الانخفاض في الإنتاج لن نخسر أيا من حصتنا بالسوق العالمي”.
وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن ما يؤكد مصداقية تلك التصريحات التي أدلى بها خالد الفالح هو أن المملكة قامت يوم الأربعاء (5 أكتوبر 2016)، بخفض أسعار نفطها الخام في السوق الآسيوي والأوروبي، ما يعني أن المملكة تستعد للتنافس بقوة مع إيران والعراق وأنجولا ودول أخرى بمنظمة الأوبك حول حصة كل منها بهذه الأسواق.