ستة عشر عاماً هي مشوار حياتنا التعليمية ، مرت بِنَا كلمح البصر كانت مليئة بالطموح والآمال ، والأمنيات والتأملات ، حقبة في زمن الصبا والشباب المتقد والمتوهج عطاءاً وتفانياً ، لم نجد للكسل منفذاً ولم تتبدل المواقف بالرغم من تلاطم أمواج الحياة ورياحها العاتية ، شربنا كأس التضحية والإخلاص وتقاسمنا رغيف الصبر وتحمل الصعاب، لم أرى فيك إلا نبل المعشر وصفاء السريرة وطيب القلب .
كنت لنا بعد الله السند والعون ونعم الزميل عملاً بالرغم من أواصر القربى والرحم أبا ماجد ،،، عقد ونيف ، تخرج من بيننا وعلى أيدينا أبناءاً وشباباً سيذكرنا بهم التأريخ ولهم الفضل بعد الله في إظهار ماتعلمناه إبان مراحلنا التعليمية مرت أجيال وأجيال كنت لهم موجهاً ومعلماً ومربياً وحق لنا أن نفاخر بهم ونطمئن على مسيرتهم في دروب الحياة ، أبا ماجد ،،، تدور عجلة الأيام في ثناياها جميل الذكريات ، وعبق الماضي التليد ، على مقاعد الجامعة تعلمنا وتحملنا غربة الأهل والبلد ، وفي رحم الصحراء القاحلة ولدت بلدتنا الشواطن فيها حنين وشوق ولهف يدفعنا إليه أهل ، ورحم ، وعشيرة خلقنا فيها جسداً وروحاً ، منها انطلقت البداية في العمل ، ومعها زاملنا الكثير من خيرة الاصحاب من معلمين وغرباء ديار كل إغترف غرفةً من نهر العلم والتعليم .
عاماً بعد عام يتجدد بهم الجيئة ، والروحة، فهذا ركب ، وهذا مرتحل نحفظ للكثير منهم حسن المعشر وصدق الوفاء ونحفظ له حبلاً من الود ليبقى في الذاكرة طويلاً ، والآخر يعتريه النسيان كل حسب ماقدم من خير وذكرى طيبة يذكره بها الآخرون أبا ماجد ،،، الآن نعيش الدور ويتجدد الرحيل والفراق المكاني لنفترق لظروف الحياة ومتطلباتها لم تكن باختيارنا. بل ماتمليه الظروف وتقيده الأحكام فلا راد لخيرة إختارها الله لنا .
لقد تركت فراغاً كبيراً في حياتي ونكأت جرحاً غائراً في جسدي لم ولن أنساك فيه تركت لنا زمناً وإرثاً جميلاً مثقلاً بالذكريات والأيام الخوالي الجميلة التي عشناها سوياً دون منغصات وشوائب .
أعاننا الله فيها لفراقك المكاني ،، لكن هي الحياة وعجلتها، عزاؤنا، وسلوتنا فيها ، سيرتكم العطرة . لانملك معها إلا بالدعاء لكم ، في ماتبقى من مشواركم الوظيفي ومقركم الجديد.
دمت أخاً وفياً ورجلاً كريماً شهماً لن ننساك ما حيينا ،،،،،. عذراً للإطالة ، ففي العين دمعة، والحلق غصة وللوجدان حسرة لا نملك معها إلا وداعاً مملوءاً بحبال المودة لكم مع صادق الدعوات بالتوفيق في هذه الحياة .
وأقبل من أخيك أزكى المحبة والسلام وأصدقه، دمت ودامت أيامك عامرةً بالطاعة والذكر.
*بدر قايد المطيري