لقد تراءى لي بيانا عيانا أنه عندما يكثر ويزداد المال عند أحد الذين أتت إليهم الدنيا مهرولة ،أنه وبشكل عجيب يثير الشفقة يتغير نمط حياته وتتبدل عاداته وتنتكس سلوكياته وتصرفاته ، ويطغى الجانب السلبي على طباعه فيقوم ذلك المغتر وبدون تأني بتناسي ماضيه وقلب ظهر المجن على زملائه وأصحابه فينظر لزملاء الطفولة ورفقة الأيام الخوالي بنوع من التجافي والتعالي والكبرياء ، لأنهم أصبحوا الآن في نظره القاصر أنهم ليسوا أهل لصحبته وليس من الوجاهة في الوقت الآني أو مستقبلا استمرار معرفته لهم فهو يرى أنه قد أصبح من أساطين المال الذين يشار لأحدهم بالبنان ، وهذا ـ وأيم الله ـ لقصور في الفهم وضحالة في الفكر ونظرة بؤس !! وإلا كيف يتجرا على نسيان الأيام الفارطة النقية ومحاولة طمسها من أرشيف الذاكرة ؟؟ كيف يحاول عبثا إزالة ليال العشرة الطيبة والرفقة الصالحة من قاموس حياته ؟ كيف يفرط بهذه السهولة بأصحابه ورفقاء دربه ومن كان يعز عليه ؟
هل بريق المال يغير النفوس ؟ هل لسطوة المال وكثرة المادة أثر سلبي على التعامل إلى هذه الدرجة ؟
هل حصول الإنسان على المال ينسيه الجذور ومعرفة الأصول ويجعله يهجر الأحباب والأصحاب، والأخلاء ؟
هل الإفراط في مطاردة زينة الحياة الدنيا والسباق المحموم في هذا المضمار له مردود سلبي مع تقادم الأيام وتوالي السنين ؟
أسئلة أوغلت في عرضها ومناقشتها في دهاليز الذات بعد أن مر من أمام عيني شريط الماضي وتذكرت العديد من الأصحاب والذين وللأسف أقوله بمرارة أعلنوا الجفاء ـ إلا قلة منهم ـ ووضعوا راية الهجر والنسيان في مسار حياتهم الجديدة
إنه أمر عجيب وغريب وانتكاس في المفاهيم .. ولكنه وللأسف الشديد ربما داء العظمة والشعور بالخيلاء والزهو والانجراف خلف زخرف الفانية ـ لأنه قد أصبح الناس عنده أصناف وبات لهم مستويات وصار حجر الزاوية والمحك الحقيقي في استمرارية العلاقات لديه هو توافر الفائدة الدنيوية المرجوة من مصاحبته لأي كائن بشري كائن من كان ولهذا تكون الحظوة وعلو المنزلة في ظل هذا التفكير الضيق الأفق هو لمن لديه المال أو يكون صاحب جاه يكون من وراء معرفته مصلحة دنيوية وعلى قدر المصلحة الذاتية التي يجنيها من جراء التشبث بصحبته تكون الاستمرارية في توطيد العلاقة وديمومة المعرفة فتجده في حالة توافر هذا الشرط الأساسي انه يهتم بالمحافظة على تلك العلاقة ويتقرب زلفى لمن يستفيد منه وبزوال المصلحة وانقطاع المنفعة الدنيوية تزول تلك المعرفة وتتهاوى تلك الصحبة إلى بئر النكران والإعراض والنسيان
لأنه بات حسب هذا التفكير المجحف ليس من استمرار معرفته فائدة ترجى أو مصلحة تبتغى ولهذا فصحبته من عدمها سيان ، بل أن انعدامها وقطعها أولى ـ فلا حول ولا قوة إلا بالله ـ .
إنه لأمر يبعث على الإحباط أن أصبح حطام الدنيا ومتاع الحياة ـ وللأسف ـ هو المقياس والمعيار" الأمثل " في نظر الكثيرين في هذا الزمن لاستمرار التعامل ومد جسور التواصل والتعايش وأصبح تقييم الأفراد ينضوي تحت لواء المادة والمنفعة الآنية ، أما المثل الطيبة والفضائل والأخلاق الحسنة والصحبة الصادقة فتكاد تكون نسيا منسياً ، بل صارت وبشكل فاضح مع تقادم الأيام أثراً بعد عين
زبن دليل الروقي
التعليقات 1
1 ping
01/01/2011 في 8:06 م[3] رابط التعليق
تحياتي لاستاذي ومربي الفاضل الاستاذ القدير ابو راكان فانا ممن نهل من معين علمكم ونبل صفاتكم واخلاقكم الفذه فلله دركم ابا راكان فلقد وضعت الداء على الجرح فهو والله زمن المصالح والبريق الدنيوي الزائل لامحاله .
فهذا الاطراء مجرد الرد ولو بجزء يسير من فضائلكم التي طالما تحليتم بها واقتديت بها في معترك الحياه اليوميه … فشكرا شكرا شكرا . امد الله في عمركم على طاعته
مع تحيات ابنكم وتلميذكم / فهد المرشدي .
(0)
(0)