دوماً نشتكي الوضع المتردي لبعض الدوائر الحكومية في المحافظة ونختلف في تشخيصنا لوضع هذه الجهات ، ونختلف في تقييمها بدرجات متفاوتة ، لكن لا نملك في النهاية إلا بصيص من الأمل الذي نسلي به أنفسنا بتغير وضع المحافظة إلى حال أفضل ، فعندما تأتي محكات القياس الحقيقية مثل المناسبات ينكشف لنا الواقع المزري لأجهزة المحافظة المترهلة من غياب وتقصير وبرود وعدم تحمل للمسئولية .
إن ما حدث يوم الخميس الماضي عزز الصورة الذهنية السلبية عن أداء بعض الأجهزة في محافظة عفيف ، وعكس لنا حقيقية هذه الأجهزة رغم أن الدولة لم تقصر بالدعم والإمكانيات لضمان الأداء الأفضل خدمة للمواطن.
فبينما كانت كافة المراكز الانتخابية في مدن المملكة تسير فيها الانتخابات البلدية بهدوء وتنظيم متميز ، كانت المحافظة تعيش يوما مختلفا في مركز 116 الواقع باستراحة البلدية ، من الفوضى والتكدس والتعثر والغياب الإداري والأمني وكان الكثير يتساءل عن أسباب ما حصل في يوم الخميس و لكن من حضر منذ بداية اليوم إلى نهايته يدرك أن ما حدث مرده إلى عدة أسباب مجتمعة أهمها :
1- ضعف الاستعداد لهذا المناسبة من قبل الجهات الحكومية في المحافظة التي تتطلب استنفار وتواجد تام من قبل الجميع ، ولكن للأسف هناك شللا تاما في هذه الأجهزة ، ويتضح ذلك في غياب قمة الهرم الإداري في المحافظة ووكيله ومدير الشرطة ولم يحضر إلا أحد مدراء الأجهزة الأمنية الذي حضر مع بداية التصويت وغادر إلى المراكز الأخرى.
2- ضعف الاستعدادات من قبل لجنة الانتخابات بالمحافظة ، فطريقة التصويت لم يتم بيانها والنشرات التوضيحية كانت غائبة حتى المرشحين لم يوضح لهم طريقة التصويت حتى يتم بيانها لناخبيهم ، ولا نعلم هذه اللجنة ماذا كانت تعمل طوال الأشهر الماضية ، حتى أن الانسجام والتنسيق كان مفقودا بين أعضاءها ، وطريقة استقبال الناخبين، وخروجهم من صالة الاستقبال إلى قاعة التصويت لم تكن ملائمة وأسهمت في حدوث الفوضى والتكدس ، وكان واضحا ضعف التجهيزات مثل أجهزة الحاسب لاستخراج الأسماء وحبر الأصبع لضمان عدم عودة الناخب مرة أخرى، كما أن البطء في الإجراءات والبحث عن الأسماء في الأوراق من قبل قلة من الموظفين وبطريقة تقليدية أسهم في ازدحام الناخبين وتكدسهم في مدخل صالة الاقتراع.
3- مسئول اللجنة كان مجتهدا، ولكن كان ينقصه حسن التصرف فعند كل مشكلة ولو كانت بسيطة يبادر إلى إيقاف التصويت ، وسحب استمارات الأوراق من أعضاء اللجان مما أحدث ربكة للأعضاء ونقمة من الناخبين وكان بإمكانه أن يلجأ إلى خيارات أخرى ، وكان واضحا عدم مقدرته على إدارة التنظيم في مقر التصويت أو الربط بين الجهاز الإداري والأمني في الموقع ، كما أن جمع البطاقات الشخصية للناخبين من قبل أحد الموظفين في اجتهاد شخصي غير موفق، والدخول بها إلى صالة الاقتراع وتركهم في الخارج آثار شكوكهم مما جعل بعض المرشحين يحتج على هذا التصرف ، وزاد الأمر سوءاً إعادة البطاقات مرة إلى أخرى الناخبين بطريقة مهينة استفزهم وتسبب في تذمرهم وغضبهم من اللجنة.
4- الأمن كان شبه غائب ، وكان عدد رجال الأمن قليل جدا مقارنة بعدد الناخبين داخل صالة الاقتراع ، وكذلك في مدخل المركز وفي نقطة التدقيق كما أن تكدس المواطنين بالمئات في ظل بطء موظفي التدقيق و تعامل بعض القيادات الأمنية الموجودة في الموقع مع الموقف بكل برود وكان الأمر لايعنيها .
5- رئيس البلدية يرى البعض بأنه تسبب في تعطيل التصويت أكثر من مرة ، لكن ما شاهدته أن دخول الرجل للقاعة لم يكن له مبرر خصوصا أن بعض المرشحين والناخبين كانوا يتساءلون ويتذمرون من وجوده ، لكنني شخصيا أحمله بشكل مباشر مسئولية ضعف التجهيزات واختياره لأعضاء اللجنة ، وتعامله مع الموقف يوم الخميس بسلبية تامة مما زاد نقمة الناخبين وسخطهم منه .
ولقد شاهد الجميع كيف سارت الأمور يوم السبت عندما أولي التنظيم اهتماما كافيا من قبل الجهات المكلفة من وزارة الداخلية والشئون البلدية والقروية ، بل أن الأعداد التي حضرت يوم السبت اجزم بأنها تفوق يوم الخميس ، ومع ذلك سارت الأمور بكل هدوء وسلاسة.
لقد كان على الجميع أن يدرك مدى حرص الدولة على نجاح هذه المناسبة الوطنية من خلال توفير كافة السبل لإنجاحها، وحثها المستمر للناخبين للمشاركة من أجل إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في صنع القرار، كما كان يجب إدراك التصور الخاطئ للناخبين في بعض المحافظات ذات الطابع القبلي الذين ينظرون إلى أن الانتخابات على أنها حشد قبلي لا أقل ولا أكثر مما يتطلب الاستعداد اللازم لهذه المناسبة وفق هذا التصور.
إن ما حدث يوم الخميس يعتبر أمر مخجل لكل أبناء المحافظة ، وعزز الصورة الداكنة عن المحافظة التي تتضح دوما في مثل هذه المناسبات على مدى السنوات الماضية من ضعف الاستعدادات وغياب التجهيزات وغياب المسئولين أصحاب القرار في أوقات الذروة مما يتطلب العمل على إعادة " هندرة " للأجهزة المعنية وليبدأ بالمحافظة نفسها من خلال إعادة هيكلة وضخ دماء جديدة ذات تأهيل مناسب قادرة على إدارة دفة العمل ، وفتح تحقيق موسع مع من له علاقة مباشرة بما حدث يوم الخميس ابتداء من رؤساء الأجهزة الحكومية في المحافظة حتى لا يتكرر ماحدث ، ويدرك كل مسئول عظم المسئولية الملقاة على عاتقه من أجل خدمة الوطن والمواطن .
[COLOR=tomato]مطلق بن مقعد الروقي[/COLOR]
التعليقات 2
2 pings
05/10/2011 في 6:55 ص[3] رابط التعليق
تشخيص واقعي ولكن لم تقل لنا هل تمت محاسبة المتسببين بالفوضى كمسؤول الصالة او الموظف الذي نهب بطاقات الناخبين ثم اغلق الابواب عليه واتهمه البعض بأنه سيصوت ببطاقاتهم لأبن عمه المرشح؟
كيف تنطلي مثل هذه الالاعيب على المرشحين وكيف لم يقدموا شكاوي ويطلبون بالتحقيق مع الفاشلين والمفشلين الذين عكسو الصورة السلبية عن المحافظة في يوم الانتخاب على مستوى المملكة كلها
(0)
(0)
05/10/2011 في 4:01 م[3] رابط التعليق
ما حدث يوم الخميس يعتبر أمر مخجل لكل أبناء المحافظة ، وعزز الصورة الداكنة عن المحافظة التي تتضح دوما في مثل هذه المناسبات على مدى السنوات الماضية من ضعف الاستعدادات وغياب التجهيزات وغياب المسئولين أصحاب القرار في أوقات الذروة مما يتطلب العمل على إعادة " هندرة " للأجهزة المعنية وليبدأ بالمحافظة نفسها من خلال إعادة هيكلة وضخ دماء جديدة ذات تأهيل مناسب قادرة على إدارة دفة العمل ، وفتح تحقيق موسع مع من له علاقة مباشرة بما حدث يوم الخميس ابتداء من رؤساء الأجهزة الحكومية في المحافظة حتى لا يتكرر ماحدث ، ويدرك كل مسئول عظم المسئولية الملقاة على عاتقه من أجل خدمة الوطن والمواطن .
لن ازيد على ماذكرت يا د. مطلق
(0)
(0)