رؤى صبري *
الإجهاض حالة صحية تصيب المرأة الحامل مما يؤدي إلى فقدانها للجنين في أحشائها ، إما عمدا وبطلب منها أو نتيجة لحالة عرضية خارجة عن إرادتها .
وهذا بالطبع ليس مجال حديثنا ولكنه مقدمة للحديث عن الإجهاض بشتى أنواعه ، التي نراها ونسمع عنها بين الفينة والأخرى ،لأن الإجهاض لا يكون للجسد فقط ولا يقتصر على المرأة أيضا ، حيث نجده يتعدد وله صور شتى ، ولنأخذ على سبيل المثال إجهاض المشاعر والأحاسيس والرؤى والأفكار عند كثير من الناس ، إذ يتعرض لها الجميع من كل أطياف المجتمع وشرائحه.
فكم مرة أجهضنا مبدأ من مبادئنا عمدا من أجل الآخرين أو من أجل الحصول عل منصب أو وظيفة وكم مرة فوجئا أمام احدهم وهو يطرح سؤالاً علينا يتعلق بحقيقة مبادئنا وعند الإجابة وجدناها سقطت عفويا واحتضرت أمامنا تماما كما يسقط الجنين من رحم المرأة المجهضة دون قصد .
وكثير منا قتلوا العدالة والرحمة كما تفعل تلك المرأة التي تحمل سفاحا حين تقتل جنينها ، نعم كثيرا منا يقتلون العدالة لأنهم لايتحملون أن يروها تصدح بالحق والحقيقة أمام الملأ ، وكم مرة أجهضنا الرحمة لأنها تعذب ضميرنا وتعيق طريقنا وتقف عقبة أمام جبروتنا
وهل اقتصرنا على ذلك؟ أليس هناك من يوسوس لك بأن تجهض مبادئك وقناعاتك لكي تسير معه في الركب ؟ ألم يكن هو الفعل وكنت أنت الأداة وألم تفعل ذلك مع غيرك مثلما فعل فيك ؟
ولنفترض يوما ما أننا أجهضنا تلك المبادئ رغم أنوفنا وعدنا نحاول أن نحملها هل ستسعها صدورنا مثلما كانت من قبل ، وهل ستولد سليمة معافاة أم ستولد مريضة وتضر بالمجتمع لأنها لم تأت عن قناعة.
وبعد كل هذا أليس من المؤلم أن نرغم على إجهاض تلك المبادئ تحت تهديد قوة ما ونقضي بقية عمرنا نحاول أن نحافظ على ما بقي منها ونترحم على ماضاع منها ولا ننساها أبد لأنها تركت غصة في حلوقنا.
وقد يتساءل البعض أين يكمن الحل ؟
والجواب ليس ببعيد إذ لا يكمن الحل إلا في التثبيت لتلك المبادئ والاستعداد الدائم لحمل المزيد منها وإذا لم يكن هناك الاستعداد الكافي لحملها فلا داعي لها من الأساس لأنها بالتأكيد سوف تجهض ولن تعود لتوجد مرة أخرى.
كاتبة سعودية