قالت دراسة حديثة نفذتها جامعة أيرلندا الوطنية، إن استخدام مضادات الجراثيم ومواد التعقيم بكثرة، قد يؤدي إلى تطور جراثيم لديها مقاومة لأنواع المضادات الحيوية.
ويعتبر خبراء الصحة أن المقاومة لأنواع المضادات الحيوية، قضية مهمة جدا، فالإفراط في تعاطي تلك المضادات يطور مقاومة ضد فعاليتها، والإفراط أيضا في استخدام مضادات الجراثيم يعطي نفس النتيجة.
وعمد الباحثون إلى زرع بكتيريا في بيئة تشبه بيئة المستشفيات حيث مواد التعقيم شائعة الاستعمال، ووجدوا أن تلك البكتيريا طورت نفسها لتصبح أقل حساسية للمعقمات من البكرتيريا الأخرى.
كما وجد الباحثون أن تلك البكتيريا أصبحت مقاومة لعدد كبير من المضادات الحيوية بنحو 256 مرة أكثر من غيرها، رغم أن تلك الجراثيم لم تتعرض لتلك المضادات بالمرة.
وفي أكتوبر/تشرين أول الماضي، أظهرت دراسة أن البنسلين، المضاد الحيوي الأشهر، قد يفقد قريباً فعاليته في مقاومة البكتيريا، متوقعة أن تؤدي مقاومة المضاد إلى كوارث صحية، ما لم تعمل الحكومات على زيادة البحوث الرامية لتطوير هذه العقاقير.
ولعبت المضادات الحيوية، وأشهرها البنسلين، دوراً مهماً في التخفيف من الأمراض المعدية على مدى الـ 60 عاماً الماضية، إلا أن مقاومة البكتيريا للمرض تزداد يوماً بعد يوم، ما قد يعلن قرب انتهاء تأثير المضادات فيها.
ووفقاً لتقرير صادر عن كلية لندن للاقتصاد والسياسة LSE، فإن نقص الأبحاث لإيجاد بدائل جديدة للمضادات الحيوية المعروفة، يؤدي إلى نقص في وجود هذه البدائل، ما يؤثر على الوضع الصحي العام.
وفي تصريح أشار موسيالوس إلى أن البنسلين أصبح عديم الفائدة في الكثير من الدول النامية، وبعض الدول المتقدمة مثل فرنسا وإسبانيا ورومانيا، وذلك بسبب اعتماد الأطباء والصيادلة كثيراً عليه، ووصفه في الكثير من الأمراض، ما سبب مناعة قوية لدى البكتيريا ضده.
ويرى موسيالوس أن العمل على إيجاد مضادات حيوية جديدة، أكثر أهمية من علاج أنفلونزا الخنازير، واعتبر أن التشخيص الخاطئ من قبل الأطباء واعتبار الأمراض الفيروسية على أنها بكتيرية ووصف المضادات الحيوية لها أدى لهذه المشكلة، إضافة إلى صرف الصيادلة لهذه المضادات دون وصفة طبية.