إلى متى يستمر هذا التدهور في المستوى الصحي في أغنى دولة في العالم ؟
الفساد هو السرطان الذي أنتشر وأستوطن في هذه الوزارة المهمة والحيوية ، فلا ينقص هذه الوزارة أي دعم حيث تحل في المراتب الأولى من حيث الدعم من قبل الدولة ، ورغم هذا الدعم الضخم لهذه الوزارة الحيوية إلا أنها تعاني وتعاني وتعاني من الفساد ، فساد في كل شئ ،
الفساد في نقص الأدوية رغم الدعم الهائل والكبير ، الفساد في المباني السيئة والمتهالكة ، الفساد في النظافة وسوء النظافة في معظم المستشفيات والمستوصفات ، الفساد في الأخطاء الطبية المتزايدة والمتكررة وذلك بسبب أختيار الوزارة لأطباء غير مؤهلين لهذه المهنة والبعض بل الكثير منهم يحمل شهادات مزورة ،
فساد في تعثر مثلا برج النساء والولادة في مدينة رفحاء ، فساد في توزيع تطعيمات منتهية الصلاحية في مراكز الرعاية الأولية في بعض المناطق ولعل أخرها ما حدث في إحدى مراكز الرعاية الأولية بمدينة عرعر . ولعل ما ذكر في بعض الصحف من شكوى تقدم بها مواطن في الليث لوزارة الصحة مدعومة وموثقة بالصور التي ألتقطها لأبنته التي تبلغ من العمر ( 7 سنوات ) حيث مكثت في مستشفى الليث العام على سرير بلا فراش صحي لمدة ساعة ونصف ، إنما يدل على الإهمال وعدم المتابعة والمراقبة من المستشفى أولا ومن وزارة الصحة ثانيا .
وقد أتخذت وزارة الصحة مشكورة عدد من القرارات التأديبية بحق الممرضات العاملات في المستشفى ، ولكن هل تنتظر وزارة الصحة أن يقوم كل شخص بتوثيق وتصوير الحالة التي تعرض لها وعرضها وتقديمها ونشرها عبر الصحف حتى تصحوا من هذا السبات العميق وتتخذ الإجراءات المناسبة بحق المخالفين .
وقد وجهت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد مؤخرا خطاب شديد اللهجة لهذه الوزارة تتهمها فيه بالتباطؤ في إعتماد مخطط المقاول المكلف في تنفيذ مشروع مستشفى بيش في محافظة بيش بمنطقة جازان وإهمالها المتابعة للأعمال المستجدة في هذا المشروع وعدم محاسبتها المقاول على تراخية في أداء الأعمال وطالبت الهيئة بإجراء تحقيق لمعرفة أسباب تعثر المشروع ، والأكيد أن هناك أكثر من مشروع معطل في بعض مناطق المملكة .
لابد من تطهير هذه الوزارة من الفاسدين من إداريين وموظفين الذين يعبثون بصحة المواطن .