سيدي الرئيس!
سيدي الرئيس! متى سوف تفتح قلبك قبل عقلك للغير؟ وأن تكون عطوفا رحيما نافعا بهم غير ضار، ومرنا غير جلد أو قاسي عليهم، صبورا منصفا غير ظلوم، متغاضيا ومتجاوزا عن الأخطاء والزلات، مشفقا ومتسامحا غير شرس أو مستبد جلاد، سيدي الرئيس! متى سوف تنصت لنا كمستمع غير متجاهل؟ لا فاتحا أذنيك للقيل والقال وللكلام المنقول أو الغير نافع أو مجدي، سيدي الرئيس! متى سوف تحس بنا كي نحس بك؟ واقفا معنا متواضعا لا متكبرا ولا متحجرا، تضحك لضحكنا وتبكي لبكائنا، تفرح لفرحنا وتتضايق لضيقنا، تشاطرنا وتواسينا في ألمنا ومصابنا وتجبر خواطرنا، تزور كبيرنا وتعطف على صغيرنا، ترحم مستضعفنا وتحن له، سيدي الرئيس! متى سوف تجعل بابك مفتوحا للجميع؟ لتحتوي من يقصدك وتعطي الحق لصاحبه، ناصر لآخاك المسلم حتى لو كان ظالما أو مظلوما وغير ظالم لهذا أو ذاك، وأن تقف مع الضعيف ناصرا له ضد القوي، وأن تقول كلمة الحق حتى لو كانت على رقبتك، وتصدق مع من صدقك وأن تكون وفيا به غير خائن فوعد الحر دين، وأن تعطي الأجير حقه قبل أن يجف عرقه، وأن تبتسم في وجه الغير، فالابتسامة في وجه أخيك المسلم صدقة، غير مكشر ولا متبختر، ولا مستهزئ به أو متشمت، وفي الختام .. فلتعلم جيدا يا سيدي الرئيس! بأنني ومهما قلت إلا أن نصحي لك لم ولن ينتهي، كما أنه ليس بعيب أن نخطئ ولكن العيب أن نتمادى في أخطائنا كمجاهرين بها ومتكابرين، وأيضا فلن نطالبكم بالمثالية ولا بالكمال لأن المثالية والكمال لله وحده لا شريك له، وما نحن إلا بشر نخطئ ونصيب، وعليه .. فلنحاول التعلم من أخطائنا قدر المستطاع، وأن نتعلم من ولاة أمورنا في كيفية تعاملهم مع الغير، فحفظ الله لنا ملكنا الغالي ملك الحزم وأطال في عمره ورعاه، وحفظ الله ولي عهده وولي ولي العهد، وأبقاهم لنا قدوة وذخرا في حسن طيبتهم وأخلاقهم ورقيهم، وأيضا في حسن كرمهم وسخائهم، وتعاملهم وتواضعهم مع الغير.
سامي أبودش