طريق (الشمال - الجنوب) المقترح طريق يخترق أراضي المملكة من شمالها إلى جنوبها عبر خط الطول («.. 43) ويمكن تسميته طريق الخط 43 وهذا الطريق المقترح له من الفوائد التنموية والاقتصادية والسياحية ما لا يحصى... فهو طريق سيخدم جميع مناطق المملكة تقريباً وليس لمنطقة واحدة فقط وسأستعرض هنا :
الطريق الذي يعتبر لسان الميزان بين كفة الشرق والغرب فعدد سكان المملكة إلى الشرق من الطريق (المنطقة الشرقية ، الرياض ، القصيم ، الجوف ، نجران والحدود الشمالية) يمثل 50٪ من سكان المملكة ، وعدد سكان المملكة غرب الطريق (مكة المكرمة ، حائل ، المدينة المنورة ، تبوك ، عسير ، الباحة ، جازان) يمثل 50٪ من سكان المملكة أيضاً ، وما على القارئ إلا أن ينظر إلى خارطة المملكة العربية السعودية وعلى خط الطول ْ43 ليعرف مسار الطريق وأنه ينصف المملكة إلى جزءين طوليين متوازنين في عدد السكان. والعدل في كفة الميزان بين شرق المملكة وغربها هو هذا الطريق وهو لسان الميزان بين الكفتين.
اختصار المسافات بين المدن وخاصة أن هناك طرقاً مفردة كثيرة تنقل الحركة من الشمال إلى الجنوب والعكس مروراً بعدد كبير من المدن حيث تمر هذه الطرق في وسطها والطريق المقترح لا يبتعد عن مدن وسط المملكة كثيراً ، وإنما يمر قريباً منها.. فعلى سبيل المثال المسافة الحالية من عرعر (الحدود الشمالية) إلى جازان (2180) كم سوف يختصرها الطريق المقترح إلى (1600) كم وبما مقداره (580) كم وبنسبة 25٪ تقريباً وسيختصر المسافة (على سبيل المثال) بالنسبة للقادمين من وسط المملكة متجهين إلى المنطقة الجنوبية بنسبة 31٪ وبما يزيد على 400 كم كانت في السابق عبارة عن انعطافات فالمتجه مثلاً من القصيم إلى أبها لابد أن يسلك (كأقصر طريق) طريق الرس - نفي - البجادية حيث ينحرف الطريق بعد ذلك غرباً باتجاه عفيف حتى الوصول إلى طريق (الرياض - الطائف) السريع ثم الاتجاه جنوباً قبل الوصول للطائف بحوالي 150 كم ليتجه الطريق إلى الخرمة ثم رنيه وهذا الاتجاه بالطريق المفرد يصل إلى نقطة موازية لعفيف التي اتجه منها سابقاً عبر الطريق السريع بأكثر من 120 كم ثم الوصول إلى نقطة موازية لها جنوباً عبر الطريق المفرد أي أنه قطع أكثر من 240 كم عبر انعطافات وزيادات كانت مبرره في السابق لعدم جداوها ولعدم وجود كثافة مرورية متجهة إلى جنوب المملكة حيث أن هذا الطريق هو محلي مفرد لخدمة المدن الواقعة عليه (الخرمة، رنيه) ... والطريق المقترح بالطبع لا يدعها بعيداً حيث يمر بالقرب منها، وهذا الطريق سيخدم كذلك القادمين من الرياض حيث ستصبح المسافة إلى أبها 800 كم بدلاً من 960 كم حالياً.
من المعروف أن خارطة المملكة تمثل مستطيلاً يمثل البحر الأحمر والخليج العربي خطين متوازيين فيه ولكنهما منحرفان نحو الشمال الغربي ، وهذين الساحلين هما اللذان يشهدان كثافة سكانية عالية، والطريق المقترح استفاد من هذه الطبوغرافية فهو يخدم جميع مناطق المملكة (على الرغم من كونه مستقيماً من الشمال للجنوب) فهو سيخدم المنطقة الشمالية، والوسطى والجنوبية ويبعد نسبياً عن المنطقة الغربية ولكنه يرتبط معها بطرق سريعة كطريق (القصيم - المدينة السريع) وطريق (الرياض الطائف)، وبإذن الله طريق القصيم - مكة المقترح والذي يتم دراسته حالياً.
هناك طرق ضمن المخطط الاستراتيجي لوزارة النقل ستكون رافداً للفائدة القصوى من هذا الطريق وسيكون هذا الطريق هو العمود الفقري لها وهي الفروع الداعمة له والتي ترتبط معه فهي بدونه ستكون كالعظام التي لا ترتبط بعمود فقري وستظل كالوصلات المعلقة التي تنتظر من يربطها.. فهناك طريق اقتصادي هام يربط شرق المملكة مع غربها وسيكون ناقلاً للحركة المرورية الكثيفة التي يشهدها طريق (الرياض - الدمام - الطائف) وكذلك طريق (الرياض - القصيم - المدينة السريع) واللذان يشهدان كثافة مرورية عالية جداً أغلبها من الشاحنات الناقلة للبضائع التي تنتقل من الموانئ الشرقية إلى الغربية والعكس بحيث تختصر حركة الشحن الطويلة عبر البحار.
ومن أهم هذه الطرق طريق (الجبيل - ينبع) الاستراتيجي والذي قامت بدراسته وزارة النقل وأيا كان مساره فإنه سيكون طريقاً بديلاً لطريق (الدمام - الطائف) وهو طريق مستقيم لاشك ولكن لا يوجد بديل آخر له يخترق المملكة من شرقها إلى غربها ويشهد كثافة هائلة لحركة الشاحنات، ووجود طريق بديل له يمكن أن يستمر من الجبيل حتى التقائه مع طريق القصيم - الرياض أو القصيم - المدينة بالقرب من بريدة أو شمالها سيكون لدينا طريق آخر يمتد من ينبع إلى القصيم ويستمر إلى الجبيل بمسافة تقرب من 500 كم ليتقاطع هذا الطريق المقترح (الطريق ْ43) لكي يتجه من يقصد شرق المملكة عبره أو أن من يقصد جنوب المملكة قادماً من الجبيل يتجه عبره كذلك. وكذلك من الطرق الأخرى طريق (القصيم - مكة) المقترح، حيث سيكون هذا الطريق امتداداً له لمن يريد القدوم إلى مكة من الشمال أو الشمال الشرقي حيث أن هذا الطريق سيمتد ليشمل حائل، رفحاء، حفر الباطن، المنطقة الشرقية وأثق أنه سيشهد كثافة مرورية عالية جداً.
وكذلك طريق (الرياض - القصيم - حائل - الجوف) الذي انتهت الأعمال الإنشائية له وهذا الطريق المقترح ( ْ43) سيتقاطع معه جنوب حائل أي أنه رغم أنه سيخدم مناطق الاصطياف ومناطق جيزان إلا أنه يخدم الارتباط مع مناطق الشمال الشرقي أيضاً (حائل - حفر الباطن - رفحاء) وذلك بسبب ما ذكر من ميلان مستطيل خارطة المملكة ومحورها من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، وهذا الطريق المقترح سيكون رابطاً هاماً يسهل الوصول إلى جميع مناطق المملكة في حال إنشاء طرق عرضية تربط الشرق مع الغرب أو الشمال مع الجنوب.
يقع الطريق على استقامة واحدة لكثير من المدن الهامة وسط المملكة العربية السعودية حيث تمتد على استقامة واحدة من الشمال إلى الجنوب وهي :- رفحاء شمالاً، ويمر بالوسط بين كل من حائل والقصيم، ثم يستمر جنوباً ليصل إلى البتراء الواقعة وسط القصيم، ثم ضرية وهي بلدة تاريخية قديمة جداً وهامة في وسط نجد ولها من الأهمية الأثرية والاقتصادية قديماً ما جعلها تكون (حمى ضرية) في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، ثم عفيف وهي إحدى أهم وأكبر مدن منطقة الرياض ومرور الطريق بهذه المدينة يعيد لها أهميتها القديمة حين كان الطريق القادم من الرياض باتجاه مكة المكرمة يمر عبرها حيث أن هذا (الأوتوستراد) الدولي سيعيد لها أهميتها ويربطها بمدن شمال المملكة والقادمة إليها من الشرق أو الغرب حيث أن لهذه المدينة موقعاً استراتيجياً هاماً نظراً لكونها الحد الفاصل بين نجد والحجاز فهي منطقة استقبال للقادمين إلى الحجاز من وسط المملكة وشرقها وكذلك تفويج للمتجهين من مكة المكرمة إلى وسط المملكة وشرقها.. وبهذا يمر بالقرب منها ثلاث طرق سريعة، وهي طريق الرياض - مكة وطريق القصيم - مكة. ثم يتجه الطريق جنوباً ليمر بالقرب من رنيه ، حيث كان الطريق القديم المتفرع من طريق (الرياض - مكة) ذا تعرجات مملة وكثيرة حيث إن القادم من الرياض متجهاً إلى خميس مشيط أو أبها يمر على الخرمه ثم ينحرف به الطريق جنوباً شرقياً حتى يوازي عفيف والتي تبعد عن نقطة انطلاقه من طريق (الرياض - مكة) أكثر من 150 كم أي أن هناك أكثر من 300 كم في هذه النقطة فقط هي مسافة مهدره.. والناظر إلى الخارطة يدرك ذلك. ثم يستمر الطريق جنوباً ليمر بالقرب من (بيشة) وهي من أكبر المدن المهمة في المنطقة الجنوبية وهي منطقة زراعية هامة سيكون هذا الطريق رابطاً هاماً لتسويق منتجاتها الزراعية شمالاً وجنوباً، ثم يستمر الطريق جنوباً ليمر بالقرب من خميس مشيط وهي المدينة الاقتصادية والمركز التجاري الأهم جنوباً وترتبط مع أبها بطريق طوله 30 كم وهي المنطقة السياحية الأهم في المملكة (عسير) حيث أن هذا الطريق سيربط وسط المملكة وشمالها مع جنوبها، ثم يستمر الطريق جنوباً ليمر بالقرب من جازان وهي أقصى نقطة في جنوب المملكة منطقة زراعية واقتصادية هامة في جنوب المملكة، منطقة خصبة وسلة غذاء للمملكة ويصعب تسويق منتجاتها لوعورة الطرق الموصلة إليها من شمال المملكة ووسطها وغربها، وهي ترتبط مع غرب المملكة بطريق يتم إزدواجه حالياً عبر ساحل البحر الأحمر ولكن يصعب الوصول إلى وسط المملكة وشرقها إلا عن طريق عقبة ضلع التي تشكل حاجزاً كبيراً أمام تسويق المنتجات الزراعية الوفيرة في جازان إلى بقية مناطق المملكة. وكذلك بعد المسافة التي تترجم إلى طرق مفردة كطريق تربة - بيشة أو طريق وادي الدواسر، وكون هذا الطريق المقترح يمر بالقرب من المدن أكسبه ميزة هامة فلو كان يمر في وسطها فلابد من إزالة أجزاء كبيرة من المدن القائمة لمروره، وهذا غير منطقي، أما مروره في شرق هذه المدن أو غربها فسيترك مسافة تنموية بين هذا (الأوتوستراد) وهذه المدن ليشكل خط نمو جديد لكل هذه المدن.
* طريق اقتصادي ? سياحي هام
من المعروف أن جنوب المملكة (الطائف - الباحة - أبها) هي مدن سياحية هامة جداً ولا توجد طرق تؤدي إليها إلا طريق مفرد يربط الرياض مع الجنوب، طريق مفرد يربط القصيم مع الجنوب هو الطريق المتعرج الرابط بين الخرمه ورنية وخميس مشيط وتعرجاته كثيرة جداً تزيد من مسافته، وكونه مفرداً زاد من خطورته، وطريق الطائف الباحة أيضاً طريق وعر جداً يمر عبر جبال وأنفاق، أما هذا الطريق (الطريق ْ 43) فهو طريق يمر بمحاذاة هذه المدن كلها وقريب منها وعبر منطقة سهلة ويربط جميع المناطق مع بعضها دون المرور بسلاسل جبلية فهو (الطريق السياحي الأهم) في المملكة والذي يمكن أن يربط السياحة الصيفية مع الربيعية في الشمال شتاءً (حائل - القصيم - الجوف) وهو طريق اقتصادي أيضاً يربط مناطق الشمال مع الجنوب ويزيد من التبادل الاقتصادي بين مدن الشمال ومدن الجنوب.
أما إضافته للناتج المحلي فهي كبيرة جداً وسيكون ذا مردود اقتصادي هام وسيقوم بإعادة تكاليف إنشائه للاقتصاد المحلي للبلاد بسبب تسهيل نقل البضائع وزيادة الاستثمارات عليه وزيادة عدد الوظائف (نتائج منظورة وغير منظورة)