سأكتب مقالي لرجل التاريخ الأول، وعرابه، والشاهد على كثير من أحداثه، صاحب المقام الرفيع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ? أيده الله ? مضمونه بئر العود (عفيف) التي تقع في الجزء الغربي من عالية نجد، وبعدد سكاني يتجاوز المئة ألف، المحافظة الغائبة عن التطور الحضاري، ومشاريع التنمية الكبرى، والتي تتوسط قلب المملكة العربية السعودية، فهي تبعد عن العاصمتين المقدسة والسياسية قرابة خمسمائة كيلومتر، وعن أقصى نقطتين في الشمال والجنوب قرابة ثمانمائة كيلو متر، ما يعني أنها نقطة ارتكاز العمق الاستراتيجي الوطني، فيها أسس الموحد الملك عبدالعزيز ? طيب الله ثراه ? أول مطار سعودي، وطار منه إلى الحوية بالطائف، وفيها تأسست أهم محطات التزود بالوقود، بعد فتح الحجاز إلى جانب محطتي الدوادمي والمويه؛ لتكون نقطة تموين أساسية لتوحيد كيان الدولة، وحفظ استقرارها، وفيها قرية تاريخية حول بئر العود المشهورة كانت مركزًا لأهل البادية، هي المحافظة القريبة البعيدة لم تأخذ حقها من العناية والاهتمام والتنمية المستدامة والمحافظة على الإرث التاريخي الكبير لهذه المحافظة، رغم جهود الأهالي الكبيرة في طرق أبواب المسؤولين عبر التاريخ، دون جدوى حقيقية لإحياء هذه المواقع التاريخية.
إن الواقع يؤكد أن المحافظة تعيش في عزلة حضارية عن محيطها المتطور لأسباب مجهولة.
وإن مواطنيكم في المحافظة، حاضرة وبادية، يجددون لمقامكم الكريم الولاء والطاعة ويأملون في قرار استثنائي يعيد لعفيف مكانتها التاريخية، ويرسم لها مستقبلاً مشرقًا، خاصة في ضوء إعلانكم لرؤية المملكة العربية السعودية (2030)، وذلك من خلال عدد من المشروعات المقترحة المهمة، منها على سبيل المثال، إحياء مطار الملك عبدالعزيز التاريخي بعفيف، وتشغيله، وترميم بئر العود، وقريتها التاريخية، وإحياء محطة الوقود التاريخية، وإنشاء المدينة الجامعية، واستكمال الطرق الحديثة المعلقة لدى المقاولين، وإنشاء مدينة عسكرية متكاملة، ووحدات عسكرية من مختلف القطاعات في هذا العمق الاستراتيجي الحساس.
كل هذه المشروعات ? دون أدنى شك - ستسهم، ولو بالحد الأدنى، في المحافظة على مكانة عفيف التاريخية، ورعاية، وبناء المكان والإنسان فيها، واستثمار العنصر البشري اللافت في قدراته الفطرية .
حفظكم الله للوطن والأمة الإسلامية جمعاء، وأيدكم بنصره، وتوفيقه ..
الدكتور طلال الشريف عميد كلية التربية بعفيف