العلم والمعرفة من أهميات الحياة البشرية منذ أن كان آدم (وعلم آدم الأسماء كلها) وحتى كان الختام بدين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يحثنا بالقراءة والتعلم والقلم. فالمعرفة قوة تجعل من البشر ثروة حقيقة يتحدون أنفسهم للتحول إلى مجتمع المعرفة المتعلم المعلم لغيره.
ولكن البشر بعقولهم المتعددة، في أبحاث الصحة وُجد أنه لا توجد طريقة واحدة تصلح للتعلم لكل العقول، وحتى نصبح بشر ذوو قوة معرفة، لا بد من أساليب متعددة. نحتاج إلى التركيز على نظامنا التعليمي وسياساته وتنظيماته وجميع أدواته، نكون أصحاب نظام تعليمي يناسب مسار التطور التكنولوجي والاجتماعي، حتى نحصد مخرجات ذات فاعلية.
على سبيل المثال معلم فيزياء يشرح قانونا فيزيائيا معقدا لأربعين طالبا في فصل تعليمي، إذا شرحها في 10 دقائق كان كافيا لنقول لنصف عدد الطلاب، وإن شرحها في 20 دقيقة كان كافيا لربع العدد وضاع من الأول 10 دقائق من وقته الثمين! وهكذا في الوقت إن نقص أو زاد. ماذا عن طريقة الشرح؟ طالب يحب المثال وآخر يكفيه السرد وآخر لا هذا ولا ذاك بل هو يحب أن يقرأ ويستوعب، نجد النتاج ملل وإضاعة للوقت وظلم كبير، فلا يمكن لخيل أن يسبح في مسابقة أسماك ولا لهامور أن يطير في سباق العصافير، وهذا ما نفعله مع أطفالنا الأذكياء على منهج ووقت وأسلوب وأستاذ واختبار موحد.
هذا مثال من أمثلة لعدة معضلات يمر بها نظامنا التعليمي في مظلة وزارة التعليم، في دائرة معقدة لا نعلم أين نبدأ بحل معضلة ما أو غيرها وأين رقم واحد منها!
أخيرا لا بد على النظام التعليمي احتواء البدائل المناسبة للتغيرات المحتملة وللمعضلات التي يغرق بها نظامنا. التعليم هو المخرج الأساسي لعقولنا كي لا نقع في مصيدة التخلف العلمي والثقافي، نحو التنمية الشاملة، فبالتعليم وبالمعرفة سننطلق نحو الخلق والإبداع والتغير والتطور، نعم يكون بـ(عقولنا).
حسام عايش الطلحي