نفس الحملة التي تعرضت لها «السينما» خلال الأيام الماضية تعرض لها «جوال أبو كاميرا» في السابق، حيث واجه التحريم والطعن في الأخلاق والدين، لكن مع مرور الوقت استخدمه نفس منتقديه في التقاط صور «السيلفي»، ووجد فيه الكثير من أهل العلم والدعاة والمختصين وسيلة ناجحة لتصوير ونشر مقاطعهم الدعوية والتوعوية والتثقيفية!
السينما لا تختلف كثيرا عن الجوال «أبو كاميرا»، فهي مجرد أداة ووسيلة يتم تطويعها حسب استخدامها، بل إن التحكم بمحتوى العرض وبيئة المكان في السينما أسهل منه في أي وسيلة بث وتواصل أخرى، ففي السينما أنت تتحكم بما يعرض ومتى يعرض ولمنيعرض!
مخاوف البعض من السينما مفهومة ونابعة من نوايا حسنة وغيرة محمودة على المجتمع، لكن السينما في الحقيقة مجرد شاشة عملاقة لا تختلف عن شاشة التلفزيون الصغيرة التي في المنزل سوى بميزة التحكم بالمحتوى والمكان وتوفير المؤثرات الصوتية والمرئية التي تقوم عليها صناعة السينما!
بدلا من محاربة السينما والمسرح وخوض معارك وهمية ضد الطواحين يمكن تطويعهما والاستثمار في إنتاج أفلام وعروض تسهم في تعزيز الهوية الثقافية والمشاعر الوطنية والمبادئ الاجتماعية والقيم الأخلاقية التي ندافع عنها، وهو ميدان تخلف عنه المسلمون وأهملوه طويلا وتركوا ساحته لغيرهم!
***
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء»، قمة التناقض أن تكون البذاءة سلاحا للدفاع عن الأخلاق!