منذ الإعلان عن فوز الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب والذي كان يعد مفاجأة للعديد من الأوساط المحلية والعالمية ومسلسل المفاجآت يتوالى يوماً بعد يوم ، فالرئيس ترامب والذي يعتبره البعض دخيلاً على السياسة وذا شخصية غريبة ومثيرة للجدل وصاحب مواقف نرجسية تعمد إلى التمرد على القيادة التقليدية أصدر مطلع هذا العام قراراً بشأن منع دخول رعايا 7 دول شرق أوسطية لأمريكا بما في ذلك من لديهم وثائق إقامة ، إضافة إلى قراره بترحيل اللاجئين وقرارات أخرى تتعلق بإصدار التأشيرات من بعض الدول ،وقد حظيت تلك القرارات بجدل واسع في الأوساط السياسية والدولية .
بعد المذبحة التي ارتكبها سفاح العصر بشار من خلال هجومه بالأسلحة الكيماوية على بلدة ( خان شيخون ) بإدلب يوم الثلاثاء الماضي صدرت يوم الخميس - بعد الهجوم بيومين - تهديدات أمريكية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن هذا الهجوم قد غيَّر موقفه تجاه السفاح بشار الأسد وقال بأن كل الخيارات أمامه مفتوحة وبأنه يجب أن يحدث شيء معتقداً أن ما فعله الطاغية الأسد شيء مروع وأن ماحدث في سورية عار على جبين الإنسانية ، وقد نظر البعض لمثل هذه التصريحات بأنها تصريحات أمريكية تقليدية وروتينية لتخفيف التوتر عقب كل مذبحة يرتكبها النظام السوري الغاصب سواء كانت من خلال الأسلحة الكيماوية أو من خلال الأسلحة التقليدية وإن مثل هذه التهديدات الإعلامية معروفة وقد يكون متفقاً عليها بين الأطراف السياسية ذات العلاقة بالوضع السوري .
المفاجأة جاءت في اليوم التالي عندما أصدر الرئيس الأمريكي ترامب تعليماته بالقيام بضربة عسكرية ضد قاعدة جوية للنظام السوري رداً على استخدام الأسلحة الكيماوية في ( خان شيخون ) فأُطلقت على قاعدة الشعيرات الجوية العشرات من الصواريخ من طراز توماهوك وأصابت أهدافاً عدة منها عدد من الطائرات ومدرج المطار ومحطات التزود بالوقود والتي تقول وزارة الدفاع الأمريكية أنها استخدمت لتخزين الأسلحة الكيماوية ، وعلى الرغم من تأكيد وكالة إنترفاكس الروسية سلامة الجنود الروس وتأكيد المسؤولين الأمريكيين أنهم أخطروا القوات الروسية بأمر هذه الضربات الصاروخية إلا أن الضربة العسكرية الأمريكية كانت مفاجأة للكثير من دول العالم إذ إن الإدارة الأمريكية السابقة كانت تعمد في ردود أفعالها إلى الإدانة ورفض تدخل حلف الناتو والاكتفاء بالضغوط الاقتصادية والالتزام بالصمت حيناً والمساومة حيناً آخر .
اختلفنا أم اتفقنا بشأن الإدارة الأمريكية الجديدة وتصرفات الرئيس الأمريكي الجديد إلا أن مفاجأته الأخيرة لقيت تأييداً وتشجيعاً من العديد من الدول حول العالم وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والتي تتمنى دائماً بأن يحفظ الله الشعب السوري الشقيق وأن يمحق نظام بشار الحالي المجرم والذي لم يجد من يردعه طوال سنوات إجرامه الماضية .