قَبْل أَيَّام، كَتَبتُ مَقَالين، أَحدهمَا عَن ذِهنيّة المُؤَامَرَة عِندَ بَعض النَّصرَاويين، والآخَر عَن شَرِكَة المِيَاه، والحَقيقَة أَنَّ الكِتَابة عَن النَّصْر والمِيَاه، تَجلب الصُّدَاع والصِّرَاع، ومَع هَذا، سأَستَمر بكُلِّ سَعادةٍ وسرُور، قَائِلاً: أَهلاً بالصُّدَاع، ومَرحَباً بالصِّراع..!
نُشرَ مَقَال النَّصرَاويين تَحت عِنوَان: «الفَار السَّمين يَلعب فِي عبِّ النَّصرَاويين»، ثُمَّ طَار عَبر آفَاق وَسَائِل التَّواصُل الاجتمَاعي. وحَتَّى كِتَابِة هَذَا المَقَال، تَجَاوز عَدد الرِّتويت أَكثَر مِن 1200..!
لقَد تَأمّلتُ الرّدُود، فوَجدتُ بَعضهَا يَأخذ مَنحَى السُّخريَة، حَيثُ يَقول أَصحَابهَا: «خَلّك فِي رُوتَانَا، والمَشي والاتِّحَاد، وابعِد عَن العَالَمِي». مِثل هَذه العِبَارة، شَكلٌ مِن أَشكَال الوصَايَة. وهُنَاك ردُود أُخرَى؛ تُؤكِّد ذِهنيّة المُؤَامَرَة، وتَقول: «كَم دَفَع لَك الهِلَال، حَتَّى تُهَاجم النَّصر»؟. وهُنَاك ردُود ثَالِثَة تَقول: «أَنتَ تَكتب عَن الهِلَال، بَحثاً عَن الجَمَاهيريَّة، لتَخدم مَصلحتك». وقَد صَاغَ هَذه الفِكرَة، حَبيبنَا «أبوأسعد» حِينَ قَال: «اللي تِكسب بُه الْعبْ بُه». والحَقيقَة أَنَّ جمهُور الهِلَال جمهُورٌ بَارِد، لَا يَخدم مَن يَكتب عَنه، ولَو كُنتُ أُريد الشُّهرَة -كَمَا يُقَال- لكَتَبتُ عَن النَّصر، وأيَّدتُ نَظريّة المُؤَامَرَة، وحِينهَا سأُصبح هَاشتَاقاً مُميَّزاً، مَحمُولاً عَلَى أَعنَاق النَّصرَاويين..!
والغَريب، أَنَّ هُنَاك ردُوداً وَصلَتني مِن بَعض الهِلَاليين، تُطَالبني بالكَفِّ عَن تَنبيه النَّصراويين، وإيقَاظهم مِن سَبَاتهم، حَتَّى يَبتَعد الهِلَال فِي النِّقَاط، ويُحقِّق الدَّوري بهدُوء، لأنَّ انشِغَال النَّصرَاويين خَارج المَلعَب، يُضيّع عَليهم النِّقَاط دَاخِل المَلعَب..!