تشعر المملكة والولايات المتحدة الأمريكية ــ بصورة أعتقد أنها متساوية ــ بأن هناك حاجة حقيقية إلى مزيد من التعاون.. والتشاور.. والتفاهم في المرحلة القادمة حول قضايا الإقليم وأوضاعه وتوتراته التي تقلل من فرص الأمن والاستقرار في المنطقة.. وتفتح الباب واسعا أمام التهديد ــ ليس فقط ــ لسلام المنطقة وحدها وإنما لسلام العالم كله..
?? تدرك هذا الولايات المتحدة، كما تدركه المملكة أيضا.. وتدركان معه أن هناك مصلحة حقيقية لدول وشعوب المنطقة، وكذلك لأمريكا وللشعب الأمريكي ولسائر دول وشعوب العالم في أن يتوقف العبث الذي شهدته وتشهده المنطقة.. ويتوقف استنزاف دم الشعوب ومقدراتها وإمكاناتها المادية والاقتصادية والإنسانية.. ولا تستغل قضية الحريات استغلالا بشعا تماما كما حدث ويحدث في أكثر من دولة عربية حتى الآن..
?? صحيح أن منطقتنا العربية شهدت فترات سوداء من الاستبداد.. والفساد.. وتجاهل أبسط حقوق الشعوب..
?? لكن الأكثر صحة هو.. أن مساعدة الشعوب على تحقيق أمانيها وتطلعاتها لا يأتي بسفك دمائها وتدمير أوطانها.. والقضاء على بنيتها الاقتصادية وتسويتها بالأرض.
?? وحتى ما حدث في بعض دولنا العربية من تغيير قيل إن الدول الكبرى قد أرادته أو ساهمت فيه دون سند يؤكد لنا ذلك.. حتى هذا الذي حدث في وطننا العربي لم يؤد في النهاية إلى شيء من تلك التطلعات والأحلام والأماني.. ولا أظنه سيؤدي إلى شيء من ذلك وفقا لما نراه.. ونحياه.. ونلمسه أيضا.
?? ولذلك، فإن دولة عربية كبيرة بحجم المملكة وأهميتها بحكم مكانتها الروحية والتاريخية ووزنها السياسي والاقتصادي في هذا العالم.. وبثقة الجميع فيها.. تستطيع أن تسهم بصورة كبيرة في تحقيق السلام والاستقرار المنشودين إذا تعاون معها الآخرون وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وتضافرت الجهود.. وتطابقت الحسابات.. والتقت الرؤى وعمل الجميع معا على مواجهة كل عوامل وأطراف عدم الاستقرار.. وهي عناصر واضحة ومعروفة ويمكن القضاء عليها بسهولة.
?? ولا أظن أن أمريكا «أوباما» لا تعرف هذه الحقائق.. كما أنني لا أعتقد أنها تجهل مكامن الخطر تلك..
?? لكن المهم هو أن يكون هناك إرادة حقيقية للعمل على إيقاف أسباب التوتر، وبدء مرحلة جديدة من العمل من أجل تصحيح الأوضاع التي تحتاج إلى تصحيح، وإيقاف كل ما من شأنه استمرار المظاهر التي تؤدي إلى حالة عدم الرضى السائدة في بعض الأوطان.
***
ضمير مستتر:
?? إذا صفت النوايا «تعززت الثقة» وتعاون الشركاء لما فيه مصلحة الجميع.