لم يكن صباح غرة شهر الله المحرم من العام الجديد 1439 كغيره من الصباحات ، عندما استيقظ الوسط التعليمي والتربوي على وفاة المربية الفاضلة والأم الحانية سهام قايل الغنامي.
لم تكن هذه الحادثة تمر دون أثر ولم تكن الفاجعة لتصبح بهذا الهول لولا أنها تركت خلفها سيرة عطرة سطرتها طوال سنوات عملها حتى تسلمت إدارة المدرسة المتوسطة الأولى لتكون الأم لطالباتها والأخت لمعلماتها .
سهام قايل .. كانت الجوائز تتراكض إليها تتراً والمجد يحبو إليها وهو الذي لم تكن تبحث عنه ولكن جعلت من حياتها النبيلة سيرة يتهافت إليها النبل والمجد .
تتحدث عنها إحدى قريباتي وهي تذرف الدمع تقول أن التعليم لم يفقد قائدة مدرسة ولكنه فقد مدرسة بأكملها.
مدرسة في العلم
مدرسة في الحلم
مدرسة في الأخلاق
مدرسة في الأم والأخت والمسؤلية.
حينها تذكّرت بيت شعر لعبدة بن الطبيب قاله يرثي قيس بن عاصم رضي الله عنه :
وما كان قيسٌ هلكهُ هلكُ واحدٍ * ولكنهُ بنيانُ قومٍ تهدما
عليك شآبيب الرحمة يا أم خالد ونشاطر زوجها الاستاذ جمال وابناءها وذويها الأحزان ، وعزاؤنا الوحيد أنك تركت خلفك سيرة يحتذى بها وجذوة يستدل بها و اسمك سيبقى محفوراً في الذاكرة التعليمية تنهال عليه الدعوات بالرحمة والغفران كل حين .