يصل ظهر اليوم إلى مطار حضرت شاه جلال الدولي في دكا عاصمة بنجلاديش، وفد الخبراء السعوديين للتحقيق في مقتل الدبلوماسي السعودي خلف بن محمد سالم العلي، والذي اغتالته أيادي الغدر قبل 27 يوماً قرب منزله في الحي الدبلوماسي في دكا.
وقال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بنجلاديش ونيبال الدكتور عبدالله بن ناصر البصيري إن الوفد يتكون من خبراء في التحقيقات الجنائية ومختصين من وزارة الداخلية، للاطلاع على إجراءات التحقيق التي باشرتها السلطات البنجلاديشية فور حادثة الاغتيال، للوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة.
وحول مستقبل العلاقات السعودية الدبلوماسية مع بنجلاديش أكد البصيري على متانتها، وقال«تجمعنا بهم عقيدة واحدة .. وعلاقتنا بهم جيدة على كافة الأصعدة».
ونفى السفير السعودي في دكا بشدة ما أثاره البعض من توقعات بتوتر العلاقات السعودية البنجلاديشية، كما حصل مع تايلاند نتيجة اغتيال ثلاثة دبلوماسيين سعوديين سنة 1990م، وقال «تلمسنا من المسؤولين البنجلاديشيين واقعاً يجسد الاهتمام البالغ والحرص الشديد على متابعة القضية، بجانب المشاعر الصادقة التي عبر عنها الشعب البنجلاديشي بشأن مقتل أول دبلوماسي على أراضيه ومن جنسية سعودية، إذ دان الشعب هذه الحادثة وعبر عن بالغ استيائه من مرتكبيها».
وأضاف السفير البصيري: فور تحديد هوية المغدور وأنه دبلوماسي يعمل في سفارة خادم الحرمين الشريفين في دكا، هاتفتني رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد، وقالت لي «لن يهدأ لنا بال حتى نتوصل للجناة ونقدمهم للعدالة»، وفي الليلة ذاتها زارتني في منزلي وزيرة الخارجية الدكتورة ديبو موني وقدمت تعازيها معبرة عن أسفها الشديد من وقوع الحادثة النكراء على أرض بنجلاديش.
وحول دوافع القتل المتوقعة أوضح السفير الدكتور البصيري بأنه لايمكن الكشف عن وجود أية دوافع سياسية أو جنائية شخصية صرفة إلا بعد التوصل للجناة والتحقيق معهم.
ونوه بالتوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين تجاه الدبلوماسي وأسرته، والمتابعة المستمرة للقضية من صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، وصاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد مساعد وزير الخارجية، وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، مؤكدا أن الحادثة لم تثن أي عضو في البعثة الدبلوماسية عن القيام بمهامه، بل ما حدث على العكس تماما، حيث زادتهم إصرارا وحماسا لخدمة الدين ثم المليك والوطن بكل صدق وإخلاص.
من جهة ثانية تتواصل الجهود الأمنية في اليمن للبحث عن نائب القنصل السعودي عبدالله الخالدي الذي اختطف من قبل مجموعة مسلحة. تضاربت المعلومات حول تحديد الموقع الموجود فيه المختطف حيث أفادت مصادر مطلعة أن الخالدي في طريقه إلى بني ظبيان مرورا في محافظة البيضاء (رداع) وأن قضيته لها ارتباط بقضية خاطفي زميله السكرتير الأول في السفارة السعودية في صنعاء المالكي والتي تتعلق بأمور مالية.
وأوضحت مصادر قبلية أن قبيلة يافع ليس لها علاقة بالاختطاف. فالخاطف يرجع إلى منطقة أبعود يافع، مبينة أن عبد ربه خاطف المالكي قام باختطاف أحد أبناء يافع للمطالبة بحقوقه من التاجر اليافعي، وأن تلك العناصر اختطفت نائب القنصل السعودي للضغط والمطالبة بحل قضيتهم، ودفع التعويض لخاطف المالكي.
وبدوره، نفى ناصر الشريف نجل شيخ مشايخ بني ظبيان أن يكون الخالدي وصل إلى قبيلتهم (بني ظبيان) ، مؤكدا أن المعلومات المتوفرة لديهم أنه قد يكون في منطقة قريبة منهم، رافضا تحديدها لظروف قبيلة تربطهم بجيرانهم.
ولكن مصادر أفادت أن الخالدي وصل إلى منطقة مراد القريبة على الحدود مع قبيلة بني ظبيان والتي تتبع لمحافظة البيضاء وسط اليمن.
المصادر اتصلت بالسفير السعودي في اليمن علي الحمدان الذي رفض إعطاء أية تفاصيل حول تطورات الحادثة، ونقل الدبلوماسي الخالدي إلى بني ظبيان، قائلا : «ليس لدي معلومات من هذا القبيل».