دعت المعارضة السورية الى اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي والى تدخل “اصدقاء سوريا” عسكريا ضد النظام السوري بعد “مجزرة الحولة” قتل فيها 114 شخصا بينهم 32 طفلا نتيجة قصف على منطقة الحولة في محافظة حمص.وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان “عدد الشهداء الذين سقطوا في مجزرة الحولة ارتفع الى اكثر من 100 بينهم 32 طفلا”، مشيرا الى ان القصف الذي بدأته القوات النظامية صباح الجمعة استمر حتى ساعة متقدمة بعد منتصف الليل.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال ان “بلدتي تلدو الواقعة على طرف مدينة الحولة الجنوبي والطيبة الواقعة على الطرف الغربي وهما البلدتان اللتان تركز عليهما القصف تشهدان نزوحا جماعيا الى المناطق الداخلية في المدينة، خوفا من تجدد القصف او حصول هجوم”.
ووزع ناشطون اشرطة فيديو على مواقع الانترنت تظهر مشاهد مروعة لاطفال قتلى تغطي اجسادهم الدماء، بينما ترتفع من حولهم آيات التكبير.
ودعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان اصدره فجر السبت مجلس الامن الدولي الى “عقد اجتماع فوري” بعد “مجزرة الحولة الشنيعة” التي حصلت “في ظل وجود المراقبين الدوليين”.وشار المجلس الى ان عائلات بكاملها قتلت “ذبحا” على ايدي “شبيحة النظام ومرتزقته” وانه تم “تقييد ايدي اطفال قبل قتلهم”، واصفا الهجوم “بالهمجي”.
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) من جهتها ان “مجموعات ارهابية مسلحة” هاجمت الجمعة قوات حفظ النظام والمدنيين في بلدة تلدو ما استدعى تدخل الجهات المختصة التي اشتبكت مع “المجموعات الارهابية.”واضافت “ان الاشتباك اسفر عن مقتل واصابة عدد من الارهابيين واستشهاد واصابة عدد من عناصر الجهات المختصة”. وزار وفد من المراقبين الدوليين السبت الحولة. وقال المرصد في بيان “وصل فريق من مراقبي الامم المتحدة الى بلدة تلدو في الحولة لتدوين الجرائم التي ارتكبت خلال الساعات ال24 الفائتة من خرق لوقف اطلاق النار والمجزرة التي لم يسلم منها الاطفال”.
واعلن الجيش السوري الحر انه سيوقف التزامه بخطة الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان اذا لم يتحرك مجلس الامن بسرعة لحماية المدنيين . وجاء في بيان للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل “نعلن انه اذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي اجراءات سريعة وعاجلة وطارئة لحماية المدنيين فلتذهب خطة انان الى الجحيم”.
وكان رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا روبرت مود دان في وقت سابق “المأساة الوحشية” في الحولة محذرا من يستخدمون العنف بانهم “قد يقودون البلاد الى حرب اهلية”.
وتوالت ردود الفعل الدولية الغاضبة على مجزرة مدينة الحولة ،ودعت الخارجية البريطانية الى اجتماع عاجل لمجلس الامن خلال الايام القليلة المقبلة.ودان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “المجازر” التي وقعت في الحولة و”الفظائع” التي يتحملها الشعب السوري واعلن اجراء “اتصالات بهدف عقد اجتماع في باريس لمجموعة دول اصدقاء الشعب السوري”.كما اعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي عن “صدمته” للقصف على منطقة الحولة.من جهتهما اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي كوفي انان ان المجزرة التي اتهم معارضون سوريون النظام بارتكابها تشكل انتهاكا “صارخا ورهيبا” للقانون الدولي.
وقال المتحدث باسم الامين العام للمنظمة الدولية مارتن نيسيركي ان بان وانان “يدينان باشد العبارات مقتل عشرات الرجال والنساء والاطفال في الحولة، الامر الذي اكده مراقبو الامم المتحدة”.
كما قتل 18 شخصا بينهم خمسة من القوات النظامية في اشتباكات وعمليات اطلاق نار وقصف في مناطق متعددة من سوريا.