حالت ‘الظروف’ بين الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، دون تحقيق أمنيته بأن يلتحق بالكلية الحربية، ليتخرّج فيها ضابطاً في الجيش السعودي.
وكشف ولي العهد عن هذه الأمنية في حوار صحافي أُجري معه وهو ابن الـ 25 عاماً، إثر توليه إمارة منطقة الرياض، حيث أجاب عن سؤال: لو لم تكن أميراً للرياض ماذا تفضل أن تكون؟ فجاءت إجابة الأمير سلمان: أن أكون ضابطاً في الجيش، مؤكداً أنه كان على وشك الالتحاق بالكلية الحربية ‘لولا ال ظروف’.
وفي جانب آخر من الحوار، أبدى أمير الرياض عدم رضاه عن رجل الشرطة في ذلك الوقت في بلاده، مشيراً إلى أنه يجب تثقيف رجل الأمن وتهيئة الأسباب التي تجعله قادراً على أداء عمله.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
“الظروف” فقط هي التي حالت بين الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وبين أن يلتحق بالكلية الحربية، ليتخرّج فيها ضابطا في الجيش السعودي.
تلك الأمنية التي كان يرجو أن يحققها والتي أعلنها وهو ابن الـ25 عاما، إثر توليه إمارة منطقة الرياض.
قصاصة من الحوار المنشور قبل 54 عاما وفيه أمنية الأمير سلمان. تصوير: بندر الجلعود
ومضى على إعلان الأمير سلمان أمنيته المفضلة نحو 54 عاما، وذلك عندما نشرت في حوار صحافي في جريدة الندوة، أعده أنور علوك بعد تولي الأمير سلمان إمارة الرياض بخمس سنوات، وتم نشره في عام 1379هـ في حين كان أمير الرياض يبلغ من العمر حينها 25 عاما، وطرح أنور علوك عليه سؤالا: لو لم تكن أميرا للرياض ماذا تفضل أن تكون؟ فجاءت إجابة الأمير سلمان: أن أكون ضابطا في الجيش، مؤكدا أنه كان على وشك الالتحاق بالكلية الحربية “لولا الظروف”.
وفي جانب آخر من الحوار، أبدى أمير الرياض عدم رضاه عن رجل الشرطة في ذلك الوقت في بلاده، مشيرا إلى أنه يجب تثقيف رجل الأمن وتهيئة الأسباب التي تجعله قادرا على أداء عمله، مؤكدا أنه يقوم بجولات تفتيشية ليلية فيجد بعض الحراس نائمين، معتبرا ذلك يتعارض مع العمل الموكل لهم.
وذكر الأمير سلمان أن المهن والعمل ليس عيبا، وليس هناك عيب في أي عمل شريف يقوم به الإنسان.
وتطرق كذلك إلى المساكن والأرزاق ومتابعة الأسعار، معرّجا على العديد من القضايا العربية في ذلك الوقت وأسهب في تفاصيلها.
وجاء الحوار على صفحتين في جريدة الندوة، التي احتفظ بها مالك متحف خاص بالإعلام والصحف ونادر الحوارات مع العديد من الشخصيات في الصحف العربية والسعودية، وكذلك المجلات والإصدارات الخاصة.
ويمتلك علي بن سليمان الدبيخي متحفا خاصا بالصحف السعودية والعربية الصادرة، ويعلق بعض صفحاتها على جدران في منزل طيني قديم تمتلكه أسرة الدبيخي وتم تحويله إلى متحف.
وعلّق الدبيخي حوار الأمير سلمان بن عبد العزيز في المجلس الرئيس لبيته التراثي، حيث يتم الاطلاع عليه من قبل الزوار والباحثين والصحافيين أثناء زيارة المتحف.
ويشير علي بن سليمان الدبيخي مالك المتحف ومؤسسه إلى أن هذه الحوارات القديمة تجذب زوار المتحف، خصوصا أن لها قيمة سياسية وتاريخية من تاريخ العهد السعودي الزاهر، مضيفا: “أحرص دوما على تواجد مثل هذه الإشارات واللقاءات التي تشكل التاريخ بشخصيات مهمة تتبوأ مكانة كبيرة في قلوب الناس”.
ويرى مسؤولون في هيئة السياحة في القصيم أن المتاحف مهمتها صناعة التاريخ وتجسيده للحاضر في أشكال مختلفة ومتعددة، ومن بينها وجود هذا الإرث الصحافي الكبير في متحف قصر الدبيخي، مما يتيح للزوار تصفح تاريخ العهد السعودي بلمحات سريعة عبر وجود أكثر من سبعة آلاف جريدة سعودية وعربية تشير إلى أحداث كبيرة في فترات متعددة.