أكدت وكالة الرعاية الاجتماعية والأسرة في وزارة الشؤون الاجتماعية، أن ازدياد الرغبة في احتضان ذوي البشرة البيضاء والقمحية من الأيتام من الأسر البديلة، يقلّل من فرصة احتضان ذوي البشرة السمراء، إضافة إلى أن الرغبة في احتضان الإناث أكثر من الذكور يؤدي إلى وجود أعداد أكبر من الذكور ومن أصحاب البشرة السمراء داخل دور الرعاية، مطالبة الراغبين في رعاية الأيتام بالتعاون مع مراكز الخدمة الاجتماعية التي يكثر فيها أصحاب البشرة السمراء، وعدم التمييز بين الأيتام.
وأوضحت الوكالة في كتيب أصدرته أخيراً بعنوان (استراتيجية تطوير رعاية الأيتام)، أن هناك عدداً من المشكلات التي تعترض طريق رعاية الأيتام في المملكة، إذ شدّدت على ضرورة وجود دور رعاية مناسبة بشكل أكبر للأيتام الذين تتم إعادتهم من بعض الأسر البديلة، لافتة إلى أن البعض ينظرون إلى نوعية اليتيم وشكله، إذ ترفض بعض الأسر احتضان الأطفال الأيتام ممن هم مجهولو الأب ومن أم أجنبية لأسباب مختلفة، مثل عدم وجود أوراق ثبوتية لهم، معتبرة أن الحل في ذلك يتمثّل في استخراج بطاقة تسجيل السعوديين لهم، بحيث تتم معاملتهم معاملة السعوديين، وبالتالي عدم تكدّس هذه الفئة في دور الرعاية.
وأضافت أن الحياة الاجتماعية داخل دور رعاية الأيتام تفقد عامل الخصوصية والاستقلالية والاستقرار النفسي والاجتماعي، وأن عدم تكافؤ الأعمار عند الرعاية يسهم في عدم توفير حاجات اليتيم بشكل أكبر، إضافة إلى حدوث عائق في إعداد البرامج والأنشطة المناسبة، في حين حذّرت من تأثير تدنّي المستوى التعليمي لدى بعض الحاضنات والمراقبات داخل الدور، مشيرة إلى أن ذلك قد يؤدي إلى خلل في التنشئة الاجتماعية لدى الأطفال الأيتام.
ولفتت إلى مجموعة من البدائل المستقبلية المرتبطة برعاية الأيتام، مثل اعتماد توفير السكن ضمن مجموعة صغيرة يراعى فيها تكافؤ الفئات العمرية والسمات الشخصية داخل مدن كبيرة، لإتاحة فرص أكبر من التعليم والتدريب والحصول على مختلف الخدمات، وطالبت بالعمل الجاد على التقليل من الاعتماد على الرعاية المؤسسية، وتفعيل الرعاية البديلة من خلال دعوة الأسر للانضمام إلى برنامج الأسر الحاضنة، وتشجيعها مادياً ومعنوياً وإيجاد حوافز تتبناها الدولة.
وعن توفير السكن للأيتام، أشارت الوكالة إلى أنها اقترحت مجموعة من العوامل التي يجب أن تتوفر فيها، مثل أن يكون وسط حي سكني غير مكتظ، وألا يتجاوز عدد الأيتام في كل سكن عشرة أيتام، إلى جانب عدد من الاختصاصيين والمراقبين لا يتجاوزن ستة أشخاص، لافتة إلى أن الكلفة التقديرية لتوفير كل سكن نحو مليوني ريال.
وأشارت إلى أن هناك إحصاءً صادراً قبل عامين من الدور الإيوائية والإدارات الفنية في وكالة الرعاية والتنمية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية، ذكر أن الملحقين بدور الحضانة الاجتماعية من الأيتام يصل عددهم إلى 428 يتيماً، و677 آخرين في دور التربية الاجتماعية، وأن عدد الأيتام الذين تكفلهم الجمعيات الخيرية يصل إلى 1547 يتيماً، أما التابعون لأسر كافلة فبلغ عددهم 6675 يتيماً، لافتة إلى أن الدور الإيوائية تعد وسطاً بيئياً غير مكتمل العناصر المطلوبة لتحقيق الرعاية اللازمة، وأنها ستعمل على طرح عدد من البدائل لوجود الأبناء في الدور الإيوائية.