من أخطر الأخطاء الطبية تلك التي تحدث أثناء عملية التوليد. والاستهتار الطبي بهذه الحالة أدى إلى كوارث كبيرة. وفيات في مستشفيات بعفيف ومستشفيات خاصة وحكومية بالرياض، والأخطاء الطبية الكارثية والواضحة في مستشفى الولادة والأطفال بمدينة بريدة. كل أخبار هذه المستشفيات نستمع إلى كوارثها يومياً. تخيلوا أن خطأً طبياً في مدينة الرياض في مستشفى خاص شهير لم تذكر الصحف اسمه تسبب في اضطرابات نمو لأحد الأطفال، والهيئة الشرعية ألزمت الطبيبة بأن تدفع مليوناً وست مئة ألف ريال فقط! فتات المال هذا حكم به للتعويض عن خلل أبدي لهذا الطفل المسكين.
كذلك الحال في مستشفى في عفيف في العقد الرابع من عمرها وحامل بالشهر السابع لقيت حتفها في مستشفى عفيف العام نتيجة خطأ وإهمال طبي قبل أشهر. أما الإهمال والأخطاء الطبية التي تحدث في مستشفى النساء والولادة في بريدة فهي كثيرة، والصحف في تغطياتها كشفت عن إهمال وعن استهتار طبي بالاجساد التي تأتي إليهم، وهذا يحتاج إلى تحقيق من المسؤول عن المستشفى أولاً ومن الوزارة ثانياً. حتى ان النساء أصبحن على أعصابهنّ وهنّ على وشك الولادة. ولا ننسى الطبيب الذي نسي أدوات من أدوات العملية في بطن تلك المريضة في جنوب السعودية.
الأخطاء الطبية مخيفة، وانتشارها بهذه الطريقة يجب ألا يكون موضع صمت. وأقترح على مجلس الشورى أن يناقش هذه الكوارث الطبية وأن يقوم على تأسيس نظام للعقوبات في الأخطاء الطبية. الكثير من الأطباء والطبيبات حين يخطئون يكتفى بترحيلهم، وكأنهم استرخصوا أجساد مرضانا. الوزارة عليها أن تقوم بدراسة كاملة للأخطاء الطبية، هناك أناس فقدوا أحبابهم وآخرون فقدوا أعضاء لهم بسبب ضعف كفاءة الأطباء أو الإهمال الكبير الذي يحدث أثناء العمليات او أثناء العلاج.
أما المستشفيات البعيدة التي تقع خارج المدن الرئيسية فمن المهم أن تكون موضع عناية أيضاً، شكاوى أهل عفيف لا يجب أن تمر هكذا من دون نظر أو محاسبة. وزارة الصحة كما رأى غازي القصيبي من أخطر الوزارات وأكثرها إثارةً للآلام، حتى انه كان يقول – رحمه الله – كنت أعود إلى البيت وأبكي بسبب ما أراه من ألم على وجوه المرضى.
* آخر السطر: المزيد من الاهتمام بالمرضى، وصياغة نظام لعقوبات الأخطاء الطبية، ونحو شعور أكبر بالمسؤولية من وزارة الصحة ومن المستشفيات التي انتشرت كوارثها وتزداد يوماً بعد يوم.