تحل اليوم الأحد ذكرى اليوم الوطني الـ82 للمملكة العربية السعودية. وتحتفي المملكة قيادة وشعبا في هذا اليوم بذكرى إعلان الملك عبدالعزيز – رحمه الله – توحيد البلاد وإطلاق اسم المملكة العربية السعودية عليها في التاسع عشر من شهر جمادى الأولى من سنة 1351 هـجرية بعد عمل دؤوب استمر 32 عاما أرسى خلالها قواعد هذا البنيان .وتشهد المملكة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود المزيد من المنجزات التنموية الكبيرة على امتداد الوطن في مختلف القطاعات التعليمية والصحية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة والاقتصاد. وأظهرت تقارير المتابعة للسنوات التي مضت من خطة التنمية الثامنة 1425 – 1430هـ إنجازات حققت المعدلات المستهدفة في الخطة وفي بعض الحالات فاق النمو المعدلات المستهدفة.
وتجاوزت المملكة في مجال التنمية السقف المعتمد لإنجاز العديد من الأهداف التنموية التي حددها ? إعلان الألفية ? للأمم المتحدة عام ? 2000 م? كما أنها على طريق تحقيق عدد آخر منها قبل المواعيد المقترحة.. واعتمدت برامج ومشروعات تنموية في هذا الصدد. وشملت هذه البرامج والمشروعات مشروعات المسجد الحرام والمشاعر المقدسة وتحسين البنية التحتية والرعاية الصحية الأولية والتعليم العام والعالي والفني والإسكان الشعبي ورفع رؤوس أموال صناديق التنمية ، كما عززت احتياطيات الدولة ودعم صندوق الاستثمارات العامة .
ويتواصل العمل حاليا في إنشاء مدن اقتصادية منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل ومدينة جازان الاقتصادية ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض وإعلان مطار المدينة المنورة مطارا دوليا وتوسعة مطار الملك عبدالعزيز بجدة وإنشاء مطار المدينة الاقتصادية برابغ.
وتضاعفت أعداد جامعات المملكة من 8 جامعات إلى حوالي 25 جامعة إلى جانب افتتاح العديد من الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات. وتتابعت في عهد الملك عبدالله المنجزات التنموية على امتداد أنحاء المملكة في كل مناطقه وتوالت القرارات التي اتخذها في سبل تحسين المستوى المعيشي للمواطنين ودعم المخصصات للقطاعات الخدمية.
وصدر في عهده العديد من الأنظمة المهمة في بناء الدولة منها نظام هيئة البيعة لتعزيز البعد المؤسسي في تداول الحكم إضافة إلى مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم ومشروع الملك عبد الله لتطوير مرفق القضاء، فيما واصلت المجالس البلدية ممارسة مسؤولياتها المحلية وزاد عدد مؤسسات المجتمع المدني في الإسهام بمدخلات القرارات ذات الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية مع تشكيل هيئة حقوق الإنسان وإصدار تنظيم لها وتعيين أعضاء مجلسها .. كما أنشئت جمعية أهلية تسمى جمعية حماية المستهلك.
وقام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بدوره في نشر ثقافة الحوار في المجتمع وأسهم في تشكيل مفاهيم مشتركة بشأن النظرة إلى التحديات التي تواجه المجتمع وكيفية التعامل معها. وحظي قطاع البحث العلمي بنصيب وافر من الدعم والمساندة في وقت تشهد فيه المملكة نهضة شاملة في مختلف المجالات، حيث تعد تقنية النانو فتحا علميا جديدا تنتظره البشرية بالكثير من الترقب والآمال العريضة في استثمار هذه التقنية في الكثير من المجالات العلمية والاقتصادية المهمة التي تتصل اتصالا مباشرا بحياة الإنسان الذي تتعقد احتياجاته الحياتية وتتزايد بحكم التطور الحضاري الكبير الذي شمل مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية.
وفي المجال السياسي حافظت المملكة على نهجها الذي انتهجته منذ عهد مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز القائم على سياسة الاعتدال والاتزان على الصعد كافة ومنها الصعيد الخارجي.