«عكاظ» تتذكر من خلال الأسطر القادمة رجلا خدم الرياضة وأفنى جل عمره في النهوض والرقي بالرياضة السعودية من خلال عمله المتواصل الذي تجاوز ثلاثة عقود من الزمن من خلال العمل في مناصب عديدة داخل أروقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب عاصر ثلاثة رؤساء من أهم الشخصيات التي مرت على الرياضية السعودية لعل في مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد رحمه الله ومن ثم سلطان بن فهد و أخيرا الرئيس الحالي الأمير نواف بن فيصل. «عكاظ» ذهبت لمنزل الفقيد لمحاورة أبنائه و أشقائه للحديث عن مدير ملعب الأمير فيصل بن فهد بالملز محمد العتيبي وتذكر أبرز الذكريات وكيف كانت نشأته وما هي أبرز محطاته العملية والعلمية ومكانته بين أفراد أسرته.
نترك لكم الأسطر القادمة لسرد بعض من سيرته العطرة التي امتدت لأكثر من ثلاثين سنة:
من العاصمة الرياض كانت البداية الفعلية لانطلاقة محمد العتيبي الشاب الطموح خلال تلك الحقبة الزمنية ورسم خطته المستقبلية من خلال التحاقه بالعمل في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وذلك في عام 1405هـ وتدرج العتيبي في المناصب الإدارية، وتعتبر الانطلاقة الفعلية لأبي فهد رحمه الله من الصالات الداخلية بملعب الأمير فيصل بن فهد، حيث تم تعيينه مديرا للصالات لمدة 14 عاما كما تم إسناد بعض الأعمال الإدارية بإستاد الملك فهد الدولي له في فترة من الفترات، وفي عام 1426هـ اصدر الرئيس العام لرعاية الشباب في ذلك الوقت الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز قرارا بإسناد مهمة إدارة إستاد الأمير فيصل بن فهد إلى الأستاذ محمد العتيبي بجانب إشرافه على ملعب الصائغ إلى أن وافته المنية، وذلك يوم الجمعة الموافق 23/8/1433هـ، وخلال إشراف العتيبي على ملعب الأمير فيصل بن فهد برزت لمساته الواضحة للمسؤولين في الرئاسة لعامة لرعاية الشباب والإعلام، وذلك من خلال التطوير الإداري واحتفالات أمانه مدينة الرياض السنوية والمتابعة المستمرة لعمل الشركات المسؤولة عن الأمن والصيانة داخل الملاعب وله من الأبناء خمسة أبناء وأربع بنات.
ومن العادات التي يحرص عليها هو قضاء أغلب وقته في مكتبته الخاصة للاطلاع وقراءة بعض الكتب عن سير القادة والعلماء والفلاسفة ومن تلك الكتب السيرة النبوية لابن هشام، وكتاب عن الملك عبد العزيز رحمه الله، وقد تأثر بتلك الشخصيات كما تأثر بشخصية والده قزعان بن راكان رحمهما الله كثيرا.
? كما حصل على الكثير من الدورات في مجال إدارة الملاعب من عدة دول.
? وقد حصل على العديد من الأوسمة من عدة جهات حكومية وأهلية، كما أنه كرم من أندية خليجية وعربية كثيرة كان آخرها بعد وفاته من نادي الهلال السعودي.
الحدث الأكبر في حياة العتيبي
? الحدث الأكبر في حياة محمد العتيبي رحمه الله والذي كان يعتز به طيلة فترة حياته هو مبايعة المواطنين للملك عبد الله بن عبد العزيز لاستلام مقاليد الحكم والذي أقيم في إستاد الأمير فيصل بن فهد إبان الإشراف عليه في ذلك الوقت.
من جهته، بين مدير ملعب الملك فهد الدولي بالرياض سلمان النمشان في اتصال أجرته «عكاظ» أن مدير ملعب الملز الراحل محمد العتيبي يعتبر من خيرة الرجال المخلصين الذين عملوا في إدارة الملاعب في جميع ملاعب المملكة، وقال«العتيبي رجل متفان ومحب لعمله يعشق التطوير والرقي في الأداء، خصوصا وأن الملاعب الرياضية دائما ما تشهد تطورا باستمرار في الأنظمة والقوانين»، مشيرا إلى أن «لجنة الملاعب خسرت ثروة إدارية كبيرة أفنت جل وقتها في العمل المتواصل في خدمة الرياضة والرياضيين؛ لأننا كنا نجلس كثيرا من خلال عقد اجتماعات متواصلة لتأسيس هذه اللجنة الجديدة التي كان يأمل الراحل العتيبي بأن تكون من خيرة اللجان في الاتحاد السعودي لكرة القدم»، وأضاف«العتيبي كان يعمل دائما وفق النظام ووفق القوانين التي يعمل بها خارجيا، وللأسف فهم ذلك أحيانا أنه تسلط وسلطة ولكن الحقيقة أنه طبق النطام بحذافيره ولم يتجاوز أي خطأ مهما كان حجم ذلك الخطأ»، وزاد النمشان «طموح العتيبي كان بلا حدود، حيث إنه كان ينوي عمل زيارات للملاعب المتطورة حول العالم من أجل تطبيق نظامها هنا في الملز لكن قدر الله جاء قبل أن يكمل ما كان يحلم به»، مبينا أنه على اتصال مستمر ومتواصل معه حول الترتيبات التي سننتهجها خلال الدوري القادم الذي سينطلق في منتصف شهر رمضان، وكانت له أفكار وطرق وتنظيمات جديدة مميزة من خلال رسم الخطة الأولية لتفويج الجماهير والإعلاميين وكل ما يحتاجه بأفكار رائعة، وكنت متفقا معه على تطبيقها لأنها فعلا أمور تدعو للسرور.
وأضاف مدير استاد الملك فهد أن الملعب شهد في فترته الماضية استضافة العديد من البطولات وفي مختلف الألعاب وحققنا نجاحا كبيرا بسبب التنظيم الأكثر من رائع طوال الفترة الماضية التي لاقت استحسان مفتشي الاتحاد الآسيوي بعد أن قاموا بجولة في الملعب أكدوا أن العمل القائم يسير وفق ما يطلبه الاتحاد الآسيوي كما أن الألعاب المختلفة كان ملعب الملز مكانا لها بعد أن قام العتيبي بجهود مضنية في تسهيل العديد من الأجهزة والمعدات وتهيئة الملعب بالطريقة المناسبة وفقا لما تتطلبه البطولات التي أقيمت في الملعب، ولعل آخرها التي اختتمت قبل شهرين من الآن، ولا يسعنا الآن إلا أن ندعو للعتيبي بالرحمة والمغفرة؛ لأنه أحوج لها من أي وقت مضى فلا ينفع الحديث عن أي شيء خلاف ذلك، وأجهش النمشان بالبكاء مختتما حديثه بالدعاء والمغفرة للفقيد.
وأكد من جانبه مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في منطقة الرياض عبدالرحمن المسعد أن مدير ملعب الملز الفقيد محمد العتيبي يعتبر من خيرة من تولى الأشراف على إدارة الملعب من خلال الانضباط في التعامل والتطور
والسعي الحثيث على تطبيق الأنظمة الدولية للسلامة في الملاعب العالمية وقال: العتيبي كان مثال ناجح للموظف و الإداري الناجح المثابر المطلع على كافة الأمور المحيطة به في مجال عملة في إدارة الملاعب كون إدارة الملاعب دائما ما تشهد تنوع وتجدد في كل شيء وأضاف: الملعب في فترة تولية إدارته شهدت العديد من تطور الملعب، بحيث أن الملعب إختلف تماما في الكثير من البنية التحتية للملعب وتطبيقة للوائح الأنظمة الآسيوية بحذافيرها فكان الأستاد مثالا ناجحا ومن خير الملاعب في المملكة بسبب حسن الإدارة وفن القيادة التي كان يتعامل بها العتيبي أبان تولية دفة الرئاسة في النادي، مبينا أن الملعب شهد استضافة العديد من البطولات و الألعاب في مختلها من ألعاب القوى والعديد من النهائيات في مختلف البطولات المحلية والخارجية وكانت ناجحة بكل المقاييس، وزاد: فبعد رحيله لا نقول إلا غفر الله له و أسكنه فسيح جنانه وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلون.
وفاته
تعرض الأستاذ محمد العتيبي إلى آلام متكررة في أسفل الرقبة حيث اخبره الطبيب بضرورة إجراء عملية عاجلة في إحدى الفقرات رغم خطورتها وافق محمد العتيبي وقد تمت العملية بنجاح ونصحه الطبيب بالراحة التامة لمدة ثلاثة أشهر لحساسية مكان العملية ولم يمض إلا شهر ونيف على إجراء العملية حتى حدثت الفاجعة ففي يوم الجمعة الموافق 23/8/1433هـــ وفي تمام الساعة 9.30 صباحا وعندما كان يستعد لصلاة الجمعة وأثناء نزوله من درج منزله حصل له انزلاق مفاجئ سقط على أثره في نفس موضع العملية وتسببت في نزيف حاد توفي على أثرها رحمه الله رحمة واسعة.
وكانت بعض وسائل الإعلام قد نشرت خبر وفاته إثر عمل جنائي لكن الحقيقة أنه توفي وفاة طبيعية.