أغلقت بورصة “وول ستريت” أبوابها يومين متتاليين بسبب الإعصار المدمّر “ساندي” الذي ضرب الولايات المتحدة بدءاً من أمس الأول، وهي المرة الأولى في تاريخ البورصة التي يتم فيها التوقف عن العمل بسبب الطقس منذ 124 عاماً، كما أسهم في خسائر مادية تزيد على 20 مليار دولار، وإلغاء أكثر من 14 ألف رحلة طيران.
وضرب الإعصار ساندي، وهو أحد أكبر الأعاصير التي تتعرّض لها الولايات المتحدة على الإطلاق، على طول الساحل الشرقي للبلاد، أمس، وغمرت مياه الأمواج شوارع مدينة نيويورك، وتسبّبت في انقطاع الكهرباء عن الملايين، وتوقفت وسائل النقل في الجزء الأكبر من المنطقة.
وقال مسؤولون وتقارير إعلامية إن أنباء وردت عن مقتل 13 شخصاً على الأقل في الولايات المتحدة بفعل الإعصار ساندي، وصدرت أوامر بإجلاء أكثر من مليون شخص في أكثر من عشر ولايات.
وقال جيفري تونج خبير الأرصاد الجوية في نيويورك، إن سرعة الرياح بلغت 145 كيلو متراً في الساعة.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
ضرب الإعصار ساندي وهو أحد أكبر الأعاصير التي تعرضت لها الولايات المتحدة على الإطلاق على طول الساحل الشرقي للبلاد أمس، وغمرت مياه الأمواج شوارع مدينة نيويورك وتسببت في انقطاع الكهرباء عن الملايين وتوقفت وسائل النقل في الجزء الأكبر من المنطقة.
وأفادت معلومات رسمية بأن 27 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في الولايات المتحدة، وصدرت أوامر بإجلاء أكثر من مليون شخص في أكثر من عشر ولايات، في حين قتل شخص في كندا نتيجة الرياح العاتية والأمطار الغزيرة والفيضانات التي تسبب بها الإعصار ساندي.
وقال حاكم ولاية نيويورك أندرو كيومو في حسابه على تويتر إن 15 شخصا قتلوا في هذه الولاية. في حين أوضح رئيس بلدية مدينة نيويورك مايكل بلومبرغ في مؤتمر صحافي أن بين القتلى الـ15 هناك 10 قتلوا في المدينة نفسها.وتوقعت شركة للتنبؤ بالخسائر أن الخسائر الاقتصادية قد تصل إلى 20 مليار دولار في نهاية المطاف نصفها فقط مؤمن عليه.
وقالت هيئة الإرصاد الجوية الوطنية إن الإعصار ساندي – الذي لم تشهد الولايات المتحدة مثله بسبب الرياح التي تغطي نطاقا واسعا – تسبب في ارتفاع منسوب البحار نحو 2.4 متر في وسط مانهاتن مقارنة بالرقم القياسي السابق الذي بلغ ثلاثة أمتار خلال الإعصار دونا عام 1960
وقال جيفري تونج خبير الأرصاد الجوية في نيويورك إن سرعة الرياح بلغت 145 كيلومترا في الساعة.
وأضاف تونج : ‘ نتمنى أن تكون عاصفة لا نشهد مثلها مرة أخرى في عمرنا’.
وساد الظلام قطاعات كبيرة من مدينة نيويورك وتوقفت وسائل النقل تماما في المناطق الرئيسية في المدينة.
وقالت هيئة النقل في نيويورك إن إخراج المياه من أنفاق المترو قد يستغرق ما بين 14 ساعة وأربعة أيام.
وقالت إدارة الإطفاء في نيويورك إن منسوب المياه غير المسبوق تسبب في إعاقة جهود مكافحة حريق هائل في أحد أحياء نيويورك. وكافح أكثر من 170 من رجال الإطفاء الحريق الذي دمر أكثر من 80 منزلا.
وقتل اثنان في منطقة كوينز في نيويورك وهما رجل سقطت عليه شجرة وامرأة وطئت بقدمها في بركة مياه مكهربة. وقتل اثنان آخران في مقاطعة وستتشستر إلى الشمال من مدينة نيويورك وقتل آخر في حادث سيارة في ماساتشوستس ألقي باللوم فيه جزئيا على سوء الأحوال الجوية.
وذكرت قناة «سي.إن.إن» أن سلطات ولاية ماريلاند قالت إن اثنين قتلا في حادثين مرتبطين بالعاصفة كما وردت أنباء عن سقوط قتلى في كونيتيكت ونيوجيرسي وبنسلفانيا ووست فرجينيا.
كما سجلت شرطة تورونتو في كندا مقتل امرأة بسبب تطاير الركام.
وانقطعت الكهرباء عن نحو 8.6 مليون شخص في عدة ولايات بسبب العاصفة التي ضربت شرق البلاد قرب منتجع أتلانتيك سيتي للقمار في نيوجيرسي.
وقالت هيئة الرقابة النووية إن شركة اكسيلون كورب أعلنت حالة ‘التأهب’ في محطتها النووية اويستر كريك في ولاية نيوجيرسي نظرا لارتفاع قياسي في الأمواج وحذرت من أن ارتفاع منسوب المياه أكثر من ذلك قد يجبر مشغلي المحطة على استخدام إمدادات المياه المخصصة للطوارئ لتبريد قضبان وقود اليورانيوم المستنفد.
وإعلان حالة التأهب هو ثاني تحرك من أربع خطوات حددتها هيئة الرقابة النووية كخطة للعمل.
وقال متحدث باسم الهيئة إن إجراء إعلان حالة التأهب اتخذ بعد أن ارتفع منسوب المياه في المحطة النووية أكثر من مترين وهو ما قد يهدد المضخات التي توزع المياه في المحطة.
وذكر المركز الوطني للأعاصير أن تأثير الرياح امتد من الحدود الكندية إلى ولاية ساوث كارولاينا ومن وست فرجينيا إلى نقطة في المحيط الأطلسي عند منتصف المسافة تقريبا بين الولايات المتحدة وبرمودا وهذا يعني بوضوح أكبر مساحة على الإطلاق.
وسقطت ثلوج كثيفة على جبل أبالاتشي بعيدا عن الساحل وهناك تجمعات سكانية ضخمة في بالتيمور وفيلادلفيا وواشنطن العاصمة في مسار العاصفة.
وفي نيويورك تحطم جزء من رافعة بناء وتدلت من مبنى سكني فاخر تحت الإنشاء مؤلف من 90 طابقا في وسط مانهاتن وأجلت السلطات السكان في المنطقة خشية أن تسبب الرياح الشديدة في إسقاط الرافعة بأكملها.
وكانت أغلب أجزاء المدينة مهجورة وأغلقت شبكات مترو الأنفاق والجسور والمطارات وأوقفت الحافلات والقطارات.
وأغرقت المياه الأحياء على امتداد نهري إيست وهادسون وكذلك المناطق المنخفضة في المكان الذي كان يوجد فيه مركز التجارة العالمي.
وتعطلت الكهرباء والمولدات الاحتياطية في مستشفى نيويورك الجامعي ونقل المرضى إلى مكان آخر لتوفير الرعاية لهم.
واقتلعت الأشجار في أنحاء المنطقة وتسبب الركام المتساقط في إغلاق جسر رئيسي في بوسطن.
وقبل ثمانية أيام من الانتخابات ألغى الرئيس باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني التجمعات الانتخابية المقررة. وتصرف كلا المرشحين بحذر حتى لا ينظر لأي منهما على أنه يستغل الحدث سياسيا بينما يعاني ملايين الأمريكيين.
وأغلقت أسواق الأوراق المالية الأمريكية لأول مرة منذ هجمات 11 سبتمبر 2011 واستمرت في الإغلاق إلى يوم أمس، كما يعتبر استمرار إغلاق سوق المال الأمريكية لليوم الثاني على التوالي أول مرة لأسباب تتعلق بالطقس منذ عام 1888.
وتوقفت الحكومة الاتحادية في واشنطن عن العمل وأغلقت أيضا المدارس على امتداد الساحل الشرقي.
وقالت شركة يورونكست التي تدير بورصة نيويورك إنه لم تلحق تلفيات بمقر البورصة بشكل يعوق عمليات التداول لكن لديها خططا في حالة حدوث أي من تلك الخسائر.
وتسبب ساندي في مقتل 66 شخصا في منطقة الكاريبي الأسبوع الماضي قبل أن يضرب السواحل الأمريكية.
وذكرت تقارير أن العاصفة القوية ساندي تسببت في ارتفاع قياسي لموجات المد في بعض المناطق الساحلية، وأودت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة بحياة 13 شخصا على الأقل، وخلفت 60 مليون شخص يسعون للاحتماء من هذه الظروف.
وسجلت حالات الوفاة في نيويورك و نيو جيرسي وويست فيرجينيا و كونيتيكت وبنسلفانيا وميريلاند. وتوفي أكثر من نصف الضحايا بسبب تساقط الأشجار. ومن الأسباب الأخرى التي أدت لوقوع وفيات الصعق الكهربائي وحادث سيارة.
ولقيت سيدة في كندا حتفها أمس الإثنين إثر اصطدام ركام متطاير بها في تورونتو.
وقبالة سواحل ولاية ‘نورث كارولاينا’، تسبب الإعصار ساندي في غرق السفينة ‘إتش إم إس باونتي’، إحدى أشهر السفن الطويلة في العالم، بعد أن تركها طاقمها.
ولقي أحد أفراد الطاقم حتفه، فيما بقي ربان السفينة في عداد المفقودين. وجرى إنقاذ 14 شخصا من المسافرين وطاقم السفينة ونقلهم إلى محطة جوية في مدينة إليزابيث سيتي في ولاية نورث كارولاينا.
ووصلت العاصفة إلى اليابسة نحو الساعة 8 مساء بالتوقيت المحلي (أمس) قرب مدينة أتلانتيك سيتي في ولاية نيوجيرسي بعد أن خفض المركز الوطني الأمريكي للأعاصير تصنيف الإعصار ساندي إلى عاصفة قوية بعدما تراجعت سرعة الرياح المصاحبة لها من أكثر من 150 كيلومترا في الساعة إلى نحو 135 كيلومترا في الساعة.
وألغيت نحو 14 ألف رحلة طيران، كما جرى تعليق عمل قطارات الأنفاق والحافلات في المدن الرئيسية، وأغلقت مكاتب الحكومة الأمريكية في واشنطن . وأفادت شبكة ‘سي.إن.إن’ الإخبارية الأمريكية أن التيار الكهربي انقطع عن نحو 5.6 مليون أسرة على طول رقعة واسعة من نورث كارولاينا إلى ماساشوستس.
واضطر مركز لانجون الطبي، التابع لجامعة نيويورك، في مانهاتن إلى نقل كافة المرضى – وعددهم 215 شخصا – بمن فيهم الأطفال والبالغون الذين يعانون من حالات حرجة، إلى مستشفيات أخرى في المدينة بعد تعطل مولد الكهرباء مع انقطاع التيار الكهربي.
وسجل حدوث زوابع ورياح في مدينة نيويورك تزيد سرعتها على 120 كيلومترا في الساعة. كما سجلت أمواج مد بارتفاع أربعة أمتار قرب حديقة باتري في الجانب الجنوبي من مانهاتن حيث غمرت مياه البحر أكبر شبكة مترو أنفاق في البلاد.
وقالت هيئة النقل إن الكارثة هي الأسوأ في تاريخ شبكة السكك الحديدية في نيويورك.
وأغلقت السلطات في نيويورك أمس الأول نفقين يربطان المدينة بولاية نيوجيرسي كإجراء احترازي تحسبا لحدوث فيضان بسبب الإعصار ساندي.
ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما سكان الولايات التي تتعرض لخطر الإعصار ساندي إلى الالتزام بالتحذيرات الصادرة من المسؤولين المحليين.
وقال الرئيس : ‘أعتقد أن الجميع يأخذون هذا الأمر على محمل الجد. أعددنا كل الموارد التي نحتاج إليها مسبقا، ولكن الأمر الأساسي الآن هو أن يلتزم السكان بالتعليمات’.