تنطلق مساء اليوم الثلاثاء مسابقة كأس ولي العهد -حفظه الله- في نسختها الثامنة والثلاثين حيث تقام مساء اليوم ثلاث مباريات ضمن دور الستة عشر على أن تستكمل المباريات يوم الغد الأربعاء بخمس مباريات أخرى، وكانت التصفيات الأولية لأندية الدرجات (الثالثة والثانية والأولى) قد أفرزت تأهل ناديي القادسية والعروبة لينضما إلى فرق دوري زين الأربعة عشر.
المسابقة مرت بالكثير من التغيرات والتوقفات منذ انطلاقتها عام 1377هـ، وتعد هي البطولة الأكثر مشاركة من حيث عدد الأندية حيث يشارك فيها جميع أندية الوطن بتصفيات متتالية إلى أن تصل إلى الأدوار النهائية.
تاريخ المسابقة ومراحلها المختلفة
كان للعام 1377هـ، موعد مع انطلاقة المسابقة الثانية في الأهمية على كافة المستويات وجاء نظامها بحيث يتأهل أبطال المناطق إلى نهائيات المسابقة والتي تلعب بخروج المغلوب وكان لبطل الكؤوس فريق الأهلي كلمة السبق في خطف لقب البطولة على حساب فريق الأولمبي بثلاثة أهداف للا شيء وسجل الأهلي اسمه كأول بطل لهذه المسابقة واستمرت المسابقة إلى العام 1394 حين توقفت وكان الفريق النصراوي آخر الأبطال قبل التوقف بعد فوزه على الأهلي 1-0، وخلال الفترة الزمنية التي لعبت فيها البطولة تخللها تغيير في نظامها فأقيمت على مستوى المناطق (الغربية والوسطى والشرقية) خلال فترتين مختلفتين وكان لمنتخب الغربية الكلمة الأقوى بفوزه بثلاثة ألقاب مقابل واحد لكل من الشرقية والوسطى.
الاتحاد بطل الفترة الأولى
شهدت الفترة الأولى قبل توقفها إقامة البطولة خلال 15 موسماً تخللها بعض التغييرات في النظام بحيث شاركت منتخبات المناطق بدلاً للأندية خلال 5 مواسم، وسجل الفريق الاتحادي نفسه بطلاً لما قبل التوقف بحصوله على اللقب ثلاث مرات مناصفة مع منتخب الغربية بثلاثة ألقاب فيما ظفر فريقا الأهلي والنصر بلقبين وحققت فرق الهلال الوحدة والاتفاق اللقب مرة واحدة مقابل لقب للوسطى والشرقية.
الهلال يستحوذ على الأفضلية بعد التوقف
ومنذ عودة المسابقة بحلتها الجديدة في العام 1411 تواصلت معها البطولة بلا توقف كان للفريق الهلالي قصب السبق في توسيع الفارق البطولي مع منافسيه عندما حقق في الموسم الماضي لقبه العاشر في الفترة الثانية ليضاف إلى لقبه الوحيد في الفترة الأولى وليضع الهلال نفسه زعيماً للمسابقة وبجدارة فيما غاب النصر والاتفاق والوحدة عن البطولات خلال الفترة الثانية بينما حضر فريق الاتحاد بأربعة ألقاب والشباب والأهلي بثلاثة ألقاب لكل منهما والرياض والقادسية بلقب لكل منهما، وكان الفريق الهلالي قد كسر احتكار أندية الغربية في الفترة الأولى بتحقيقه للقب عام 1384.
الاتحاد أول الأبطال والهلال آخر الأبطال بعد التوقف
كان لفريق الاتحاد قصب السبق في تحقيق أول الألقاب على حساب النصر بركلات الترجيح، بعدما استمرت البطولة في الفترة الأولى لمدة 18 عاماً وتوقفت خلال أعوام متفرقة لأسباب متفرقة وهي أعوام (1386 و1391 و1392) لتتوقف المسابقة بعدها لمدة 16 سنة منذ العام 1395 إلى 1410 لتعود المسابقة في العام 1411 ومعها عادت الحياة إلى هذه البطولة الغالية على الجميع واستمرت المسابقة إلى الآن وسط تنافس مثير للظفر باللقب الذي توزع على عدة فرق.
الهلال سيد الألقاب يغرد وحيداً أمام منافسيه الـ 11
كعادة الفريق الهلالي زعيم الألقاب والبطولات جاءت الأفضلية له في انتزاع أكبر عدد من ألقاب البطولة والتي كان آخرها في العام الماضي حين جير لقبه الحادي عشر على حساب الفريق الاتفاقي بالفوز 2/1، حيث يتصدر الهلال سجل أبطال البطولة أمام أحد عشر بطلاً آخرين ليصبح عدد الفرق التي حققت اللقب 12 فريقا بينهم 9 فرق وثلاث منتخبات مناطق، وكانت الحقبة الزمنية الأولى قبل التوقف قد شهدت سيطرة كبيرة لفرق الغربية (الأهلي والاتحاد والوحدة) مع منتخب الغربية بتحقيق 9 ألقاب، فيما سجلت الحقبة الزمنية الثانية الأفضلية لفرق منطقة الرياض وتحديداً من الهلال مع حضور الشباب والرياض فقط بمجموع 14 لقباً من أصل 22.
رقم قياسي للهلال
حطم الفريق الهلالي كافة الأرقام في المسابقة بعد تحقيقه للقب 5 مرات متتالية أعوام 1428 و 1429 و1430 و1431 و 1432 وهو رقم قياسي من الصعب كسره أو الاقتراب منه في السنوات القادمة، ويعتبر فريقا الهلال والاتحاد أكثر الفرق تسجيلاً في نهائي المسابقة بواقع 23 هدفاً لكل منهما.
غياب النصر والاتفاق والوحدة عن البطولة في الفترة الثانية
كان لأندية الهلال والأهلي والاتحاد قصب السبق في تحقيق البطولة في الحقبتين الزمنيتين المختلفتين ولم تتأثر الفرق الثلاثة بتوقف البطولة مطلقاً بعكس فرق النصر والاتفاق والوحدة التي غابت عن أجواء هذه البطولة بعد عودة المسابقة مرة أخرى عام 1411 فلم يحقق أي منها البطولة في الفترة الثانية بعد التوقف وهي الفترة التي ضحكت لفرق الشباب والرياض والقادسية وتذوق كل منهم طعم البطولة.
والطائي والشاطئ لعبا على النهائي ولم يحققا اللقب
أحد عشر نادياً فقط هم من نافسوا على ألقاب البطولة من بين 153 نادياً في المملكة، واستطاع تسعة منهم تحقيق اللقب وهم (الهلال والأهلي والاتحاد والنصر والشباب والرياض والوحدة والاتفاق والقادسية) وجميع الفرق المذكورة لعبت على النهائي أكثر من مرة وظفرت به ولو لمرة، فيما لم يستطع فريقا الشاطئ والطائي تحقيق اللقب بعد خسارة كل منهما للنهائي الوحيد الذي لعبه كل فريق حيث خسر الشاطئ من الوحدة عام 1380 بنتيجة 2-0 بالانسحاب، فيما خسر الطائي في العام 1417 من الاتحاد بنفس النتيجة 2-0.
الاتحاد والهلال أكثر المتأهلين للنهائي
بلغ الفريق الهلالي نهائي المسابقة 12 مرة كأكثر الفرق وصولاً للنهائي حقق خلالها 11 لقباً، فيما بلغ الفريق الاتحادي نهائي المسابقة 11 مرة كثاني أكثر الفرق وصولاً للنهائي حقق اللقب خلالها 7 مرات أما الأهلي ثالثاً بواقع 10 مرات حضر فيها في النهائي حقق خلالها 5 ألقاب.
سداسية اتحادية وخماسية هلالية الأكبر
شهدت المسابقة على مر تاريخها نتائج كبيرة جداً ولكن في الأدوار الأولية خصوصاً في دور الـ 32 الذي كان المعمول به في السابق حين يتأهل فرق الممتاز مع فرق الأولى مع بعض فرق المناطق إلى دور الـ 32 الذي سجل نتائج تخطت العشرة أهداف، أما في النهائيات فتعد نتيجة الفريق الاتحادي أمام الاتفاق عام 1383هـ في النهائي هي الأكبر حين دك الاتحاديون مرمى الاتفاق بستة أهداف مقابل هدفين، فيما حضرت الخماسية لمنتخب الغربية في مرمى الشرقية بنتيجة 5-2 وكررها الهلال في مرمى الوحدة في العام قبل الماضي 1431 بنتيجة 5-0، أما الرباعية فحضرت مرتين الأولى فوز الاتحاد أيضاً على الوحدة 4-3 عام 1379هـ والثانية فوز الهلال أيضاً على الوحدة وبنفس النتيجة 4-3 عام 1384.
ضربات الترجيح والركنيات تحسم خمس بطولات
تزامنت عودة البطولة في العام 1411 مرة أخرى بعد توقفها إلى العمل بنظام ضربات الترجيح ولم تحسم البطولة طوال تاريخ المسابقة سوى ثلاث مرات ومن المصادفة أنها جاءت متتالية أعوام 1411 و1412 و1413، وكان الفريق الاتحادي هو المستفيد الأول من ضربات الترجيح حين تغلب على النصر 6-5 بعد تعادل الفريقين 1-1 وتلاه القادسية بفوزه على الشباب 4-2 بعد التعادل بدون أهداف وأخيراً حقق الشباب اللقب بفوزه عام 1413 على الاتحاد 6-4 بعد التعادل بدون أهداف، وكانت النهائيات في السابق وفي الفترة الزمنية الأولى قبل التوقف تحسم باحتساب الضربات الركنية ولم تتدخل الضربات الركنية في تاريخ المسابقة سوى مرتين الأولى فوز منتخب الوسطى على الغربية بفارق ضربات الترجيح عام 1389 والثانية بفوز الأهلي على الوحدة بنفس الطريقة عام 1390هـ.
الفرق المتأهلة لهذا العام
جرت العادة في المسابقة على إقامة تصفيات طويلة بين جميع الأندية السعودية بداية من فرق الدرجة الثالثة إلى أن تصل إلى دور الـ 16 حيث تشكل فرق الممتاز الـ 14 مع فريقين يتأهلان من بقية الدرجات أضلاع دور الـ 16 وهذا العام جاءت الفرق الستة عشر كالتالي: (الهلال – الاتحاد – الأهلي – النصر – الاتفاق – الشباب – الفتح – نجران – الرائد – الفيصلي – التعاون – هجر – الشعلة – الوحدة – القادسية – العروبة).
مباريات اليوم من مسابقة كأس ولي العهد
تفتتح مساء اليوم الثلاثاء مباريات دور الستة عشر من مسابقة كأس ولي العهد لكرة القدم بإقامة ثلاث مباريات، وتدخل كافة الفرق الستة عشر من أجل الظفر بلقب البطولة التي يحمل لقبها الفريق الهلالي الذي سيحاول الحفاظ على لقبه للعام السادس على التوالي، وسيلتقي النصر بالتعاون على ملعب الملك عبدالله ببريدة فيما يتقابل الشباب مع الرائد في الرياض على أن يستقبل الأهلي نظيره الشعلة في جدة، وستكون المباريات على النحو التالي:
التعاون × النصر
على ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ببريدة يتواجه التعاون مع النصر في رغبة كبيرة من الفريق الضيف النصراوي لإكمال مسلسل التوهج والانتصارات المتتالية والبحث عن تحقيق لقب البطولة لإرواء عطش جماهيره المتعطشة للفرح ببطولة باتت حلمهم الأول، وستكون العيون النصراوية مساء اليوم صوب الفوز فقط في ظل الفورة الكبيرة والنشوة التي يعيشها الفريق مدة من الزمن لم يذق خلالها طعم الخسارة وحقق خلالها 6 انتصارات وتعادلين في منافستي الدوري وكأس الاتحاد العربي أعقبت بعد خسارته الأخيرة أمام الشباب في الدوري، ويأمل الفريق النصراوي في العودة بورقة التأهل لينافس بقوة على اللقب الذي يحمل في سجله لقبان فقط حققهما عامي 1393 و 1394، ويمر الفريق خلال هذه الفترة بمرحلة انتقالية معنوياً وفنياً وسيحاول استثمارها لتحقيق لقب البطولة، ويعتمد الفريق على التجانس الكبير للاعبيه وإصرارهم على تعويض جماهيرهم الصابرة ببطولة طال انتظارها، ويبرز في الصفوف الصفراء حسني عبد ربه وعبده عطيف وإبراهيم غالب وأيوفي ومحمد عيد ومحمد السهلاوي.
فيما يدخل مستضيف اللقاء فريق التعاون بطموح أقل في المنافسة على لقب البطولة كونه يعي صعوبة الطريق نحو البطولة ولذا سيلعب بضغوطات أقل نوعاً كونه سيركز أكثر على منافسة الدوري والبحث من خلاله عن البقاء، ومن المتوقع أن يعمل الفريق التعاوني على الاستفادة من هذه المباراة وبأي شكل كان وربما يبحث عن التأهل ليستمر في نسق المباريات قبل التوقف، ويبرز في الفريق التعاوني محمد الراشد وأحمد مفلح وحاج بوقاش وأحمد الحربي وديجان وعبدالعزيز الحربي.
الشباب × الرائد
وعلى استاد الأمير فيصل بن فهد بالرياض يستضيف الشباب نظيره الرائد في مباراة لن تكون سهلة على الفريقين وستكون الرغبة الشبابية أكبر بحثاً عن مواصلة المشوار لتحقيق لقب البطولة بعكس الرائد الذي ستكون الضغوطات عليه أقل، وسيلعب الفريق الشبابي وسط معنويات مرتفعة للغاية بعد عودته لمستوياته مجدداً ودخوله للمنافسة على لقب الدوري بعد فوزه على الفيصلي 3/2، ويتميز الفريق الشبابي بقوة هجومه وعلى النقيض يعيبه الضعف الدفاعي الواضح، وربما يهاجم المدرب الشبابي بحثاً عن التسجيل منذ بداية المباراة مع الحذر من الهجوم المرتد الرائدي الخطير، ويبرز في الفريق الشبابي ناصر الشمراني وسبيستيان تيجالي وكماتشو وأحمد عطيف ومنقازو وحسن معاذ وعمر الغامدي.
على الطرف الآخر يدخل الفريق الرائدي بعد تقديمه لمستويات غاية في الروعة ولكنه ظل بعيداً عن الانتصارات ولم يحالفه التوفيق في مبارياته الماضية فخسر في آخر مبارياته أمام النصر 0/2، وستكون الرغبة الرائدية في البحث عن التأهل حسب المتاح وبلا ضغوطات معتمداً على إغلاق منطقته الخلفية وتكثيف الوسط مع الاعتماد على الهجوم المرتد والمباغت بقيادة أبرز عناصره ديبا ألونغا ويبرز إلى جانبه عصام الراقي وأحمد الخير وإبراهيم مدخلي أحمد كعبي وعبدالسلام عامر.
الأهلي × الشعلة
ويستقبل الفريق الأهلاوي نظيره الشعلة على ملعب الأمير محمد العبد الله الفيصل بالنادي الأهلي، وستكون المباراة أقرب للفريق الأهلاوي الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره وسيكون طالباً بالفوز والمنافسة على لقب المسابقة لتعويض إخفاقاته المتكررة وتقلص حظوظه في المنافسة على لقب الدوري بعد التعادل الأخير للفريق أمام التعاون، ومن المؤكد أن الفريق الأهلاوي سيرمي بكامل ثقله على هذه البطولة لتعويض جماهيره عن النهائي الآسيوي وتعثراته المتواصله في الدوري الذي بات قريباً من توديع المنافسة فيه ولذا سيتشبث الفريق بالمنافسة في هذه البطولة على أقل تقدير لإرضاء جماهيره، وسيزج المدرب الأهلاوي بكافة أوراقه وحسم المباراة مبكراً، ويبرز في صفوف الأهلي معتز الموسى وفيكتور والحوسني ووليد باخشوين ومصطفى بصاص وكامل الموسى.
فيما يدخل فريق الشعلة بنشوة انتصاره في الدوري على فريق الوحدة وتقدمه في الترتيب معززاً فرصته في البقاء ضمن الكبار، ويدرك الشعلاويون بأن فرصتهم في الذهاب بعيداً في المسابقة ستكون صعبة ولذا لن يجهد الفريق نفسه وسيلعب براحة وبلا ضغوطات بحثاً عن تقديم مستوى جيد يعكس وضع الفريق قبل العودة للدوري للقاء الفتح، ويبرز في الفريق الشعلاوي حسن الطير ولاسانا فاني وبرج معوضة وخالد بوامبنج ومحمد القرني ومشعل الموري.