طالبت سيدات بتشديد الرقابة على «الراقيات» العاملات دون تصاريح، بحيث تطلع الجهات المعنية على ما يحدث داخل أماكن الرُّقية، واقترحن إيجاد أماكن خاصة لهن، بحيث لا تتم الرقية في منازلهن، بالإضافة إلى تشديد الرقابة على الأدوية والوصفات التي تُعطى لمراجعيهن.
مصابة بالعَين
تقول حياة العمري «ذهبت بابنتي المصابة بالعين والفزع، لإحدى الراقيات في منطقة عسير، وقد رقتها على أكمل وجه ولكنني تفاجأت في نهاية الزيارة بإعطائي وصفة، وطلبت مني عملها لابنتي كي تتخلص من الخوف، وهي عبارة عن فأس يتم تسخينه على النار حتى يصبح شديد الحمرة، ثم يتم وضعه مباشرة في الماء، وأوصتني أن أسقي ابنتي هذا الماء، فارتبت من تلك الوصفة وعرضتها على كثير من الرقاة، وجميعهم أنكروها وقالوا إنها لم تُذكر في العلاج النبوي، وحذّروا من احتمالية تحوّل الماء لمواد كيميائية جراء تفتت الحديد وتكوّن الصدأ، وبالتالي التسبب لشاربه في عديد من الأمراض، فيجب تشديد الرقابة على الراقيات غير المرخصات، تفادياً لوقوع الناس في العواقب الوخيمة».
مبالغ باهظة
فيما ذكرت ريم عسيري أن الرقاة والراقيات جميعهم يطلبون مبالغ باهظة من أجل الرقية، أو الدواء الموصوف، وأضافت «أذكر أنني ذهبت لراقية، وأخبرتني بأن لدي حشرات في المنزل وهي السبب في مشكلات عائلتي، وأعطتني ماء لا أعلم ما يحويه، وبعد أن سألت أخبروني أنه ماء قُرئت عليه آيات قرانية، وأضيف له القطران والشب والشذاب والحلتيت والمسك الأسود، وقد أوصتني الراقية برش المنزل من هذا الماء لمدة سبعة أيام، وفعلت ذلك، وقد انقطعت الحشرات بالفعل، ولكن لم تنتهِ مشكلاتنا». وأشارت ريم إلى أن الراقية أعطتها وصفة، عبارة عن خليط من العسل والحبة السوداء، إلا أنها لم تتناولها، لأنها سمعت من خبراء الأعشاب أن مثل هذا الخليط قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطانات، منوهة إلى أهمية تشديد الرقابة على الراقيات.
نصحني المقربون
وتقول خيرية القحطاني «كدتُ أن أفقد ابنتي قبل سنوات لولا أن نصحني المقربون أن أذهب بها (لمسنّة) تعالج بآيات من كتاب الله الكريم وبزيت الزيتون والحبة السوداء، وبعد أيام لاحظت تحسن ابنتي كثيراً والحمد لله»، وعن الأسعار تقول «اشترطت المسنة مبلغ مائة ريال عن كل جلسة خلال أسبوعين، ولكني أعزو شفاء ابنتي لله وحده، وقد كتب الله شفاء ابنتي ولم يكتبه لآخرين، فالأمر كله لله».
متابعة الرقاة
من جهته، أوضح مدير عام الشؤون الإسلامية في منطقة عسير الدكتور محمد القحطاني، أن الراقيات يعامَلن معاملة الرقاة في المراقبة، حيث تقوم لجان متخصصة بمتابعتهن، وتقييم أساليبهن في الرقية، ومتى ما ظهر لهم شيء من المخالفات الشرعية أو النظامية، فإن المخالفة تعالج بالتوجيه، وفي حال تكررت المخالفة يتم منعها من ممارسة المهنة، وأوضح القحطاني أن من أهداف المراقبة حماية المجتمع من الاحتيال أو الابتزاز، ونصح بعدم الاعتماد على الرقاة، وأن يعتمد كل شخص على نفسه في الرقية، بالإضافة إلى الابتعاد عن مسببات القلق والاكتئاب، من خلال الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
جهة مختصة
فيما أوضح عضو مجلس الشورى الدكتور عازب آل مسبل، أن هناك جهة مختصة في وزارة الشؤون الإسلامية مهتمة بمتابعة الرقاة، وأضاف «لا بأس من ممارسة الرقية ممن يحسنها ويمتلك تصريحاً بمزاولتها، فكثير من الرقاة لا يعتمدون على الرقية كوظيفة لهم، بل يرونها خدمة إنسانية يفيدون بها من حولهم».
وعن المبالغ التي يطلبها الرقاة، قال «أجاز النبي -صلى الله عليه وسلم- أخذ الأجرة على الرقية، وقال صلى الله عليه وسلم: (اقسموا واضربوا لي معكم بسهم)، وتجوز المشارطة عليها، وفي هذا الحال تكون (إجارة)، أما إذا لم يشارطه وشُفي المريض وأعطى للراقي فهو (جُعل)، ولا بأس مادام المبلغ في حدود المعقول».وأكد المسبل أنه لا يجوز أن يطلب الراقي أموالاً كبيرة مبالغاً فيها، وقد يدخل في باب أكل أموال الناس بالباطل، ولاسيما إذا حضر المريض إلى مجمع عام وكانت القراءة عامة، وعلى الناس أن ينتبهوا، فبعض الرقاة يوزعون أعشاباً وخلطات تضرّ أكثر مما تنفع، وتباع بمبالغ كبيرة، وأضاف المسبل «أنصح الرقاة أن يتقوا الله -عز وجل- وأن يعملوا بهدي نبينا -صلى الله عليه وسلم- في الرقية»، محملاً وسائل الإعلام والدعاة إلى الله مسؤولية التوجيه والإرشاد في هذه المسائل، ليكون الناس على بيّنة من أمرهم.