توقعت والدة العراقي محمد الراوي، أن يكون ابنها المعتقل منذ أكثر من 6 أعوام في السجون العراقية، هو ذاته الشاب فاقد العقل، الذي رآه المعتقل السعودي عبدالله العنزي – أفرج عنه وعاد أخيراً إلى المملكة -، مشيرة إلى أن لديها معلومات تؤكّد وضع ابنها في سجن الحماية القصوى المخصص للإعدام، بتهمة أنه سعودي جاء للجهاد في العراق.
وقالت الدكتورة زينب الراوي، التي تقيم في مدينة الرياض منذ فترة طويلة للصحيفة: «أحد الخارجين من السجون العراقية أخبرني بأنه رأى ابني متأذياً من التعذيب، وهذا يتفق مع ما ذكره عبدالله العنزي في حواره مع الصحيفة أخيراً»، مشيرة إلى أن ابنها اعتقل عام 2005 حين ذهب إلى العراق، ثم أفرج عنه، واعتقل مرة ثانية عام 2006، مع أنه لا يتبنى أية أفكار إرهابية.
وأضافت أن ابنها الذي ولد في السعودية ذهب لمتابعة أملاك العائلة في العراق، وتم اعتقاله مدة 9 أشهر، ولم يجدوا لديه أية مشكلة، وعندما أخرجوه، أوقفته نقطة أميركية وسحبت أوراقه الثبوتية، كالجواز وبطاقة الأحوال، وبعدها بشهر قبض عليه في حملة اعتقالات أخرى، لأنه لا يحمل أوراقاً ثبوتية، وشكله مشابه للسعوديين، واعتبروه سعودياً قادماً للجهاد، لأنه أخبرهم بأن أهله في السعودية.
وأشارت إلى أنها لم تتلق أية معلومات عن ابنها منذ عامين، لكن معلومات وصلتها أخيراً تؤكد أنه في سجن الناصرية جنوب العراق مع السجناء السعوديين، مضيفة أنها تواصلت مع أحد المسجونين هناك عن طريق والدته، وتبيّن لها أن محمداً هناك، وفشلت كل محاولات التواصل معه.
ولفتت إلى أنها حاولت مراراً الاستنجاد بالصليب والهلال الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان، لكنها لم تصل إلى نتيجة. وتابعت: «ذهبت إلى العراق وبحثت عنه، لكنني لم أجده، فهم ينكرون وجوده في السجون العراقية، مع أن كثيراً من المساجين أكدوا لي أنهم التقوا به في سجون المطار وبوكا والداخلية، وكان آخر ما علمته عنه حين سجن في أبو غريب عام 2008، وكان يقول إن صحته ليست جيدة، لأنه عذب كثيراً، وكان لا يستطيع المشي ويهلوس، وفي 2009 وصلنا إلى أحد المفرج عنهم من أبو غريب، فأخبرنا بأنه رآه آخر مرة في شهر حزيران (يونيو) 2009، وبعدها أدخل المستشفى بسبب التعذيب».
وذكرت الدكتورة زينب الراوي أنها لا تملك أموالاً كي تدفعها للوصول إلى ابنها، مشيرة إلى أن أموال العائلة في العراق صودرت من نظام صدام حسين، وبعد سقوط حكم صدام، ذهب أحد أقربائها ليسترجع بعض الأموال، لكنه أخذها لنفسه.