علمت مصادر أن وزارة التربية والتعليم شرعت في التعاقد مع عدد من بيوت الخبرة المحايدة لتقويم برامجها وأنشطتها، ومنحتها الحرية في إعداد الاختبارات والاستبانات التي تسهل مهامها.
وقالت المصادر: إن استعانة ‘التربية’ ببيوت الخبرة تأتي رغبة من الوزارة في معرقة القوة والضعف في برامجها، وذلك لتحسين مخرجات التعليم العام، ورفع كفاءته، ويأتي ضمن مهامها.
وأكدت المصادر أن ‘هيئة تقويم التعليم’ التي سيعلن عن تشكيلها خلال الفترة المقبلة، سيكون من ضمن مهامها الاستعانة ببيوت الخبرة لتقويم برامج الوزارة بشكل حيادي، حيث يأتي ضمن مهامها وضع المعايير الخاصة بالمناهج والمعلم والبيئة التعليمية، إضافة إلى معايير تستهدف المدرسة والطالب والطالبة، كما ستقوم الهيئة بتقييم الأداء العام للمدارس، وإعداد وتنفيذ الاختبارات الوطنية.
يأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه مختصون في التعليم إلى تطبيق التقويم في جميع عمليات مراحل التعليم في السعودية، مؤكدين أنه يرتبط بالتعلم ارتباطا وثيقاً باعتباره جزءاً من عملية التعلم، وليس مجرد حكم عليها.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور نايف الرومي وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط والتطوير: إن مشروع الرياضيات والعلوم الطبيعية يعد أحد مشاريع الوزارة الاستراتيجية، وإن هذا المشروع لا يهم الوزارة فحسب بل هو مشروع وطني، وتمت الاستعانة بجهة متخصصة محايدة ولديها كفاءة وإمكانات عالية وخبرة كبيرة في هذا المجال، تقوم بعمل دراسة تقويمية لهذا المشروع الاستراتيجي، وهو مركز التميز البحثي للعلوم والرياضيات في جامعة الملك سعود وهو مركز وطني.
وأضاف الرومي: إنه تم التعاقد معهم لإعداد دراسة تقويمية تستمر لثلاث سنوات، ويتم تنفيذها على ثلاث مراحل أساسية تتفق وفلسفة تطبيق وتعميم مدخلات المشروع من كتب وتهيئة وتطوير مهني، وقد تم الانتهاء من السنة التقويمية الأولى وتتضمن تقويم تطبيق المشروع.
وأوضح الرومي أثناء انعقاد ورشة تفعيل نتائج الدراسة التقويمية لمشروع الرياضيات والعلوم الطبيعية في الرياض أمس، أن المشروع يأتي إيماناً من الوزارة بأهمية التقويم المحايد من الجهات الموثوقة، مبيناً أن ملامح الدراسة تهدف إلى تحليل جميع جوانب مشروع العلوم والرياضيات بما فيها الجوانب غير التعليمية،
وأشار وكيل وزارة التربية والتعليم إلى أهمية إعطاء المدة الكافية لوصول المشروع إلى مرحلة النضج من قبل الميدان التربوي حتى يكون التقويم ذا قيمة، مؤكدا أنه في حال انتهاء فريق البحث من إعداد تقرير النتائج سيتم عقد ورش تعليمية مهنية تجمع المختصين من الوزارة والميدان والجهة المكلفة بالدراسة لترجمة النتائج في تحسين منتجات المشروع والجوانب المتصلة بدعمه وتنفيذه.
من جانبه، ذكر الدكتور فهد الشايع مدير مركز التميز البحثي في تطوير العلوم والرياضيات، أن المشروع يهدف إلى إيجاد ملاءمة توافق السلسلة مع الخطط الدراسية المحلية من حيث تحقيق المعايير والمهارات المطلوبة في مراحل ومجالات التعليم العام المختلفة، وتقويم جودة تطبيقات مدخلات ومخرجات المشروع في الميدان، إضافة إلى تقويم كتب الرياضيات والعلوم ومطابقتها بالسلسلة الأم.
وقالت الدكتورة هيا المزروع رئيسة الفريق من جامعة الملك سعود: إنه من أجل تحقيق أهداف الفريق المشارك في الدراسة، بنيت ست أدوات للتقويم، وطبقت على عينات من المعلمين والمعلمات.
من جانبه، أوضح الدكتور ناصر العويشق مدير قطاع التعليم في مجموعة العبيكان، أن ‘العبيكان للتعليم’ تشارك في هذا المشروع الاستراتيجي بنخبة من المختصين في مجالي العلوم والرياضيات، منوهاً بأن المشاركة تتمثل في مواءمة سلاسل ماقروهل العالمية المتميزة لمناهج الرياضيات والعلوم الطبيعية لجميع مراحل التعليم في السعودية، وذلك للاستفادة من الخبرات العالمية المتميزة في هذا المجال، بما يواكب الدول المتقدمة لبناء جيل إيجابي يسهم في بناء بلده ورقيه.