قادت التحقيقات المكثفة التي نفذتها الأجهزة الأمنية في جدة إلى كشف تفاصيل مثيرة حول سرقة خزانة مكتبة شهيرة، حيث أرشدت العصابة الثلاثية رجال الأمن إلى الأموال المسروقة ومن ضمنها مبلغ 800 ألف ريال عثر عليها في حساب المتهم الأول، إذ أودعها مستغلا علاقاته بأحد الموظفين في البنك وكان يرغب في استثمارها في سوق الأسهم طبقا لبياناته في مذكرة الإيداع.
عائلة ميسورة
المتهم الأول أقر أمام رجال التحقيق أنه ينتسب إلى عائلة ميسورة الحال تملك شاليها في شمال جدة وذكر في اعترافاته أنه استخدم سيارة خاصة في نقل الخزانة إلى الشاليه مستخدما خبرته في تضليل كاميرات الرقابة في المتجر، حيث سارع بعزل عدسات التصوير تنفيذا لتعليمات زعيم العصابة المتهم الثاني والذي ذكر من جانبه أنه انتقل من الفرع الذي شهد السرقة قبل السرقة بأيام بسيطة، وقال المتهم الأول أنه تم التخطيط للجريمة والاتفاق على كيفية الدخول إلى المكتبة من خلال نافذة خارجية.
كسر النافذة
المتهم الثاني واصل سرد تفاصيل الواقعة وقال إن اختيار موقع الدخول من النافذة أعقبه كسر الباب من الداخل بهدف إيجاد موقع للخروج عند الانتهاء من الجريمة، وأضاف أنهم دخلوا إلى مسرح الحادثة ومن ثم حمل الخزانة، معتمدين في ذلك على أن الخزانة مدعمة بثلاث عجلات أسهمت في سهولة تحريكها وسرقتها، وأكد اللصوص الثلاثة أنهم بعد نجاحهم في الحصول على الأموال قاموا بتوزيعها على اتجاهات عدة منها 100 ألف ريال كانوا يعتزمون تقسيمها عليهم بهدف شراء ما يرغبونه ومبلغ 100 ألف أخفاها أحد المتهمين وكذلك 100 ألف لدى أحدهم و180 ألف ريال لدى الثالث حتى يخفي كل شخص ما لديه من أموال.
وأفاد اللصوص الثلاثة في التحقيقات أنهم تخلصوا من الخزانة بإلقائها في مجرى سيل قريب من البحر، حيث حملتها المياه الآسنة إلى البحر ويجري العمل حاليا بواسطة فريق مختص لانتشالها من عمق البحر .
بداية السقوط
يشار إلى أن الأجهزة الأمنية في جدة نجحت في استعادة مليون و280 ألف ريال من ثلاثة لصوص تمكنوا من سرقتها من المكتبة الشهيرة شمالي جدة بعد أن حملوا خزانة المتجر هاربين بها إلى أحد الشاليهات الخاصة التابعة لأحدهم قبل أن يقوموا بفك أقفالها مستخدمين ألواحا معدنية فولاذية أسهمت في فتح الخزانة والحصول على المبلغ الكبير .
جاءت عملية إسقاط العصابة بعدما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغا من إدارة المكتبة عن حالة السرقة وأشارت الإدارة إلى أن كاميرات المراقبة في المحل لم توثق أي مشهد لعملية الاعتداء بعد أن تم فصلها بالكامل فيما تم خلع قفل أحد الأبواب المؤدية إلى مكتب المحاسبة، حيث اختفت من داخله الخزانة الرئيسية التي تحوي مبلغ مليون و280 ألف ريال. ولم تحصر إدارة المكتبة اتهامها ضد أحد، وباشرت الأجهزة الأمنية المختصة التحقيق بواسطة خبراء الأدلة الجنائية الذين وصلوا إلى مسرح الحدث لرفع كافة البصمات والقرائن، ولم يتم رصد أية بصمات حديثة غير بصمات المحاسب الذي خضع للتحقيق والتحري.
السرقة من الداخل
عمليات التحقيق في القضية شملت عدة أطراف بهدف الوصول إلى منفذي السرقة خاصة في ظل رصد قرائن أولية بالحادثة أسهمت في قفزات تحقيقية للفريق الأمني الذي أشار أعضاؤه إلى أن الخزانة ثقيلة ولا يستطيع شخص واحد حملها وهو ما جعلهم يتأكدون من اشتراك أكثر من عنصر في الجريمة. القرينة الثانية في الحادثة التي رصدها رجال الأمن هي فصل كاميرات المراقبة واتضح من خلالها أن منفذ الجريمة يعرف جيدا مواقعها وكيفية فصلها ما استدعى حصر الشبهات في كل من لهم علاقة بالمتجر، وتم رصد شخصين أحدهما مواطن والآخر آسيوي تم تسجيل إفاداتهما، ولاحظ فريق التحقيق من مركز شرطة السلامة ارتباك السعودي البالغ من العمر 20 عاما وبمراجعة حساباته اتضح وجود مبلغ 800 ألف ريال تم إيداعها عقب تسجيل السرقة وهو ما عزز الشبهات نحوه. وبتلك المعلومات تمت مواجهته ليسقط معترفا بالجرم مؤكدا وجود شركاء له أرشد عنهم.
سقوط حبات المسبحة
الكشف عن أحد عناصر السرقة أسهم في سقوط بقية الشركاء والذين تأكد أن أحدهم عامل في المتجر يبلغ من العمر 23 عاما، حيث تقدم قبل تسجيل السرقة بخطاب يطلب فيه الانتقال إلى فرع آخر وكان يهدف من ذلك إبعاد الشبهات عنه. فيما كان العنصر الثالث من خارج المتجر يرتبط بعلاقة بأحد اللصوص وشارك الجناة في السرقة. وأبلغ الناطق الإعلامي في شرطة جدة الملازم أول نواف بن ناصر البوق عن إيقاف عناصر العصابة وهم ثلاثة أشخاص أحدهم يبلغ من العمر 20 عاما والثاني 21 عاما والثالث 23 عاما وتمت إعادة كامل المبلغ المسروق وهو مليون و280 ريال. وأضاف البوق أن الجناة عند تنفيذ الجريمة استخدموا قفازات فيما تلثموا بأقنعة بهدف إخفاء شخصياتهم وقاموا بفصل كاميرات المراقبة غير أن تلك الحيل الماكرة تم إحباطها والكشف عن العصابة وإسقاطها وإعادة المسروقات.
وشدد البوق على ضرورة أن تقوم الأسر بمراقبة تصرفات أبنائها ومعرفة مصادر دخلها ورفقتها من الأقران والأصدقاء بهدف معرفة أي سلوك خاطئ أو صداقات مشبوهة أو تصرفات غير سوية.