علمت مصادر مطلعة، أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، منعت أئمة المساجد من توزيع مبالغ نقدية على الصائمين المستفيدين من مشاريع إفطار صائم، واعتبرت ذلك مخالفا لنظام، ويعرضهم للمساءلة.
وأكدت المصادر أن الوزارة، من خلال لجنة شؤون المساجد، رصدت بعض هذه التجاوزات من بعض المشرفين على مشاريع الإفطار في المساجد، وتم تنبيههم إلى أن توزيع أي مبالغ نقدية على المستفيدين من مشاريع الإفطار ممنوع، مشيرة إلى أن الوزارة سمحت لمن يرغب في التبرع من المصلين التوجه للجمعيات والمؤسسات الخيرية المصرح لها.
وقالت المصادر إن ?الشؤون الإسلامية? أكدت على الأئمة والخطباء عدم إقامة أي احتفالات بالمساجد على غرار ما تقوم به بعض جماعات تحفيظ القرآن الكريم عند ختم القرآن، مطالبة إياهم بعرض برنامج الحفل وأسماء المحاضرين وتحديد الزمان والمكان، إضافة إلى أخذ موافقة خطية من إدارة الفرع لإقامة الحفل.
وأضافت أن الوزارة منعت القيام بأي نشاطات دعوية بالمساجد خلال شهر رمضان المبارك بخلاف المصرح به رسمياً، من خلال المحاضرات والندوات والدروس المكلف بها الدعاة من قبل فروع الوزارة.
يأتي ذلك في الوقت التي نبهت الوزارة أئمة المساجد من الاعتداء في الدعاء والسجع أو الموعظة في القنوت أو الإطالة التي تشق على المصلين، مطالبة بالالتزام في جوامع الدعاء الواردة في القرآن الكريم والسنة المطهرة.
إلى ذلك رصدت المصادر خلال جولة لها على عديد من مخيمات الإفطار في أحياء الرياض، متابعة وإشراف أئمة ومؤذني المساجد على برنامج التفطير، بمشاركة شباب سعوديين متطوعين في استقبال الوجبات وتوزيعها على العمالة في المخيم، وأن المخيمات مجهزة بالتكييف والإنارة، والوجبات المغلفة، ويعطى كل صائم وجبة خاصة له، تشمل التمر والبن والعصير والماء والوجبة الرئيسة، مع تخصيص عمالة لتنظيف المكان بعد الإفطار.
ويرى مهتمون في الشأن الخيري والأعمال التطوعية أن مشاريع التفطير فكرة رائعة، أصبحت سمة تتميز بها السعودية، لخدمة المسلمين المغتربين عن ذويهم من العمالة، الذين لا يملكون الوقت لتجهيز الإفطار، مؤكدين أن هذه المشاريع اجتماعية تدل على تآلف ووحدة المسلمين وتآخيهم، وأن القائمين والداعمين هذه المشاريع مأجورون ومثابون، كما ورد عن النبي ? صلى الله عليه وسلم ?من فطر صائماً كان له مثل أجره?.
وأوضح الشيخ إبراهيم الزعبي المشرف على أحد مشاريع تفطير الصائمين في الرياض: ?إن مشاريع الإفطار تشهد تطوراً ملحوظاً عن الماضي، من حيث الإعداد والترتيب لهذه المشاريع، فالوجبات مجهزة مسبقاً، بحيث لا يكون هناك نوع من التبذير والإسراف، الذي كان يحدث في الماضي، عدا أن المشاريع أصبحت تقام في الغالب خارج المساجد، للمحافظة على نظافة المسجد?.
وحول التجهيز لهذه المشاريع، يذكر الزعبي خلال أن الاستعداد لشهر رمضان المبارك وتجهيز المخيمات لتفطير الصائمين يتم قبل أكثر من شهر، بدءاً من أخذ الموافقة من الجهات المسؤولة، والاجتماع بأهالي الحي الراغبين في المساهمة في مشروع تفطير الصائمين، مروراً بتجهيز المكان بجميع المواد اللازمة، وتوزيع المهام بين أبناء الحي، فلكل شخص مهمة يؤديها، فمجموعة تقوم بتجهيز الخيمة ومحتوياتها من السجاد والمكيفات والإنارة، وأخرى يبدأ عملها مع أول يوم من شهر رمضان المبارك من تجهيز واستقبال الوجبات من أهالي الحي إلى آخر يوم من أيام الشهر الفضيل.