أكد رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، الحاجة إلى نظام ينظم عمل «الرقاة الشرعيين»، واصفاً أغلب من يمارسون الرقية الشرعية بأنهم «إما جهلة لا يستطيعون القيام بما يدعونه أو نصابون ومحتالون يمارسون هوايتهم في أكل أموال الناس بالباطل».
وكشف الدكتور آل الشيخ عن تسجيل الهيئة حالات انتهاك لأعراض نساء بذريعة علاجهن بالرقية الشرعية، وقال: «إن الرقية أصبحت صنعة من لا صنعة له، ولا يجوز أن تبقى هكذا، ولا ينبغي كذلك أن يبقى الرقاة على هذه الحال». مستثنياً بعض «الأخيار الصالحين» الذين يتبرعون برقية من يأتيهم طلباً للرقية «وهؤلاء معروفون».
وطالب رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتحرك لإيقاف حالات النصب والاحتيال، الفوضى، الانفلات، والتسلط على أموال الناس وأعراضهم تحت غطاء الرقية الشرعية، مشدداً التأكيد على الحاجة إلى تكاثف الجهود في تشكيل لجان للإشراف على أعمال الرقية. وأشار إلى دور الهيئة في القبض على مثل هذه الحالات في حال التبليغ عنها، وتسليم المبلغ عنهم إلى الجهات الأمنية، لتحيلهم بدورها إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، ليتم الادعاء عليهم أمام القضاء.
واستدرك قائلاً: «لكن هذه الإجراءات لا تحل المشكلة، ما يحلها هو إصدار نظام واضح وصريح يبين العقوبة التي يجب أن ينالها مثل هؤلاء المحتالين»، داعياً إلى التبليغ عن من يمارسون الرقية لـ «إغلاق أبوابهم». وأضاف: «يجب إيقاف مستغلي الرقية عند حدهم، ونظراً لعدم وجود نظام يقنن عمل الرقاة الشرعيين، فلابد من إصدار مثل هذا النظام، وأن يكون نظاماً واضحاً وصريحاً لتأديب المخالفين وإيقاف تجاوزاتهم، وتعزيرهم بما يتوافق مع الشرع، لحماية دين الناس وأرواحهم وأعراضهم، فهذه الصنعة مبنية على النصب والاحتيال في الغالب».
واستنكر الدكتور آل الشيخ أخذ أموال الناس لشراء الماء أو الزيت، وقال: «كل هذا كذب ونصب واحتيال وإضرار بالإسلام والمسلمين، والأفضل أن يرقي الإنسان نفسه»، محذراً من الذهاب إلى من يبنون ثرواتهم على أمراض الناس وآلامهم يجب أن يحذر منهم الناس.
واعتبر من يذهب إلى هؤلاء الرقاة ويصدقهم «ظالماً لنفسه»، مشدداً على وجوب توجيه الناس وتوعيتهم بضرورة الأمل في الشفاء من الله وقراءة القرآن «وليس بالاستماع إلى من يقرأ القرآن بمكبرات الصوت، وينفث على عشرات ومئات المرضى، فهذا كلام جهل، ولابد من تأديب فاعله بالعقاب الشديد».
وأوضح رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن «الذهاب إلى هؤلاء يحدث خللاً في العقيدة وهذا لا يجوز شرعاً، إذ يحرم الذهاب إليهم وتصديقهم، فهم أضروا بالمجتمع واستغلوا آلام الناس ورغبتهم في العلاج، وأوهموهم وزادوا أمراضهم».
وذكر أن هناك من النساء من تقدمت بشكوى للهيئات بأن من رقاها تحرش بها جنسياً أو قام بابتزازها، بل وبعض الرقاة يعري بعض المريضات ليعمل لها الدهان بنفسه، أي يمسح الدهون على أجساد النساء بيده، وهناك من يمارس الشعوذه والسحر مدعياً أنه قارئ ويرقي بالقرآن، مؤكداً وصول حالات تحرش واعتداء جنسي على نساء مستغلين حالات الناس المريضة، مهيباً بوسائل الإعلام توعية الناس من أضرار من يدعون الرقية الشرعية وهم ليسوا أهلاً لها.