لاقت حلقة برنامج “الثامنة مع داود”، التي عرضت مساء أمس، على قناة الـ”MBC”، وخصصت لمناقشة تدني مستوى الخدمة في مستشفى عفيف، قبولاً طيباً بين أهالي المحافظة، حيث أمست حديث المجالس وشبكات التواصل الاجتماعي.
وقال كثيرون ممن تابعوا الحلقة، التي عرضت مساء أمس الثلاثاء: “برّد كبودنا الشريان في مستشفى عفيف”، وذلك بعد أن سلطت الحلقة الضوء على القصور الذي يعتري مستشفى محافظة عفيف، من حيث الأخطاء الطبية أو تدني مستوى النظافة أو ما يتعلق بالمبنى وتهالكه، وتملص الصحة من تنفيذ ما قرر من الدولة بإحلال مستشفى جديد بسعة 200 سرير منذ أربع سنوات، حيث ذهبت أدراج الرياح.
وكان “الشريان” استضاف في البرنامج للحديث عن حالة مستشفى عفيف مدير إدارة الشؤون القانونية بصحة الرياض فهد الغنامي، واستشاري جراحة المسالك البولية بمدينة الملك سعود الطبية وعضو الهيئة الشرعية للأخطاء الطبية الدكتور محمد التركي، والمواطن علي المرشدي، وكيل الطفل غازي نايف صاحب قضية الكلية.
وبرر “الغنامي” تناقض التقارير الطبية الخاصة بعدم وجود إحدى كليتي الطفل “غازي” بأن الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى العربية هي السبب، حيث إن الطبيب في مستشفى عفيف ذكر أنه لم “يتحسس” الكلية اليسرى للطفل، وترجمت في المستشفى للغة العربية بأن الكلية غير موجودة، وذلك إثر عملية جراحية أجريت له قبل عامين بالمستشفى نفسه، كذلك تقرير مجمع الملك سعود الطبي الذي قال أيضاً بعدم وحود كلية الطفل، قبل أن تعود الصحة وتنفي عدم وجود الكلية، وتؤكد وجودها، ولكنها في حالة ضمور شديد، واتهم “الغنامي” الصحافة بخلق خصم من “الصحة” للطفل.
وشهد البرنامج مداخلات من عدد ممن تعرض ذووهم لأخطاء طبية بالمستشفى، بعضها من طبيب مازال يعمل حتى الآن، بالإضافة لرداءة المبنى وانعدام التكييف، ولكن لعل أبرز المداخلات ما ذكرته متصلة تدعى “شيخة”، حيث قالت إنها كانت منومة مع قريبتها، وكان بجوارهما سيدة حامل في الشهر السادس، وكان جنينها متوفى، وتفاجؤوا بقيام الأطباء بتوليدها على سريرها بجوارهم ولا يفصل بينهم سوى “الستارة”، وأكدت المتصلة أن اسم تلك السيدة “منيرة”، قائلة يمكن للمستشفى الرجوع لسجلاته إن رغب في التأكد من ذلك.
رغم تأكد أهالي محافظة عفيف من سماع آذان المسؤولين لمعاناتهم من مستشفى عفيف في البرنامج المذكور فإنهم لم يخفوا إحساسهم بخيبة التفاعل من الصحة قياساً بعشرات التقارير والتحقيقات، التي أعدها إعلاميو المحافظة، ولكنها جميعاً لم تحرك ساكناً في ضمير المسؤول، على حد قولهم.
يذكر أن مستشفى عفيف العام أنشئ في العام 1406هـ هدية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، بسعة 100 سرير، وصدرت الموافقة لرفع طاقته الاستيعابية لـ200 سرير، وأدرج ضمن ميزانية الصحة لعام 1430هـ، على أن يتم البدء في تنفيذه، لكن ذلك المشروع لم ير النور من وقته، رغم حاجة المحافظة الملحة له، حيث إن الطاقة الاستيعابية الحالية للمستشفى تخدم أكثر من 100 ألف نسمة، أي بواقع سرير واحد لكل ألف شخص.
كما أن صحيفة “سبق” بدورها قد نشرت خلال هذا العام، وفي تقارير عدة، تذمرات أهالي عفيف وشكاواهم من المستشفى، حيث كان آخرها ما نشر تحت عنوان: “المنومون بمستشفى عفيف يعانون من المرض وأعطال التكييف المستمرة”، وتحت عنوان مستشفى: “عفيف العام” يرفض تبرع فاعل خير بـ”مكيفات”، وتحت عنوان: فتاة من “عفيف” ترصد سوء التكييف والنظافة بالمستشفى العام، وآخر بعنوان: أهالي المنومين بمستشفى عفيف: حالته “مزرية” ويعاني من نقص الإمكانات.. وغيرها الكثير.