اعتبر عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي، الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع، أن تنظيم النسل من فقه النوازل لما تقتضيه حاجة المرأة للراحة، ولكنه يحرم قطع النسل نهائيا وبلا سبب. كما أن الشيخ ابن منيع، يوضح أن المرأة لها أن تمتهن كل المهن شريطة ألا تتولى ولاية عامة، ولا يعد رأيها أمام الرجال عورة ولا يعني خروجا عن إطار حشمتها.
طالب الشيخ المنيع، بعدم منع «التقنية» على الشباب، كما يفعل بعض الآباء، مشيرا إلى أن هذا الزمن هو زمن التقنية، وعلى الشباب إتقانها بشرط ألا يوقعوا أنفسهم فيما لا فائدة فيه.
وأكد الشيخ ابن منيع، على أبناء الأمة بألا يتفرقوا ويسيروا خلف التحزبات، لأنها كما يوضح تضر بهم وتسهم في ضعف الأمة.
وفيما يلي بعض من آراء الشيخ عبدالله بن منيع الفقهية والفكرية:
اختلاف الحكم
** وحول تجويزه سابقا لتنظيم النسل عند الحاجة رغم اختلاف العلماء في ذلك يقول:
هذه المسألة من فقه النوازل وقد جيء فيها حكمان، فقد عرضت سلفا على هيئة كبار العلماء، فكان الحكم الأول بالجواز لهذا التنظيم وفقا لما تقتضيه الحاجة، فالمرأة تحتاج إلى الراحة أحيانا أو للعناية بطفلها وهذا التنظيم والذي فكرته منع الحمل لفترة يخدمها في ذلك، ليس في ذلك تعرض على خلق الله سبحانه وتعالى كما يشير البعض إلى ذلك، أما النوع الثاني فيأخذ التنظيم فيه الحكم التحريمي لأنه ليس تنظيما بل قطعا للنسل نهائيا وبلا سبب، وترجع أسباب المنع في هذا النوع إلى عدة أمور أولها لما فيه من تطاول على الله أو خشية من الرزق رغم أن الله سبحانه وتعالى يقول: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقكم وإياهم إن قتلهم كان خطئا كبيرا).
غير محددة
** وعن مدة المنع للحمل لأجل التنظيم يقول:
لا توجد مدة معينة للمنع وإنما يكون وفقا لما يتناسب مع صحة المرأة ونحوه، وبما يحقق الهدف المرجو من غير أن يهدف إلى قطع النسل.
تحافظ على الحشمة
** وحول تغلغل المرأة ودخولها حاليا في مجالات مختلفة كان آخرها المحاماة يقول:
المهن وكل ما يمكن لها أن تتولاه لا بأس به شريطة ألا تتولى ولاية عامة، فيمكن دخولها في المجال التجاري وتولي منصب في الشركة ونحوه كما يمكنها إدارة أملاكها على شرط أن يكون ذلك وفق إطار حشمتها.
ليس بعورة
** وبشأن تهميش البعض لرأي المرأة وعدم الأخذ به أو اعتباره خادشا للحياء فقال:
أولا صوت المرأة ليس بعورة، وإبداء رأيها لا يعني خروجها عن إطار حشمتها فالنساء شقائق الرجال وعلينا الاستماع إلى رأيهن والأخذ به فكم كان رأي بعضهن سديدا.
** وعن انتقاد البعض للشباب في استخدامه للتقنية، يبين:
إن هذا الانتقاد غير سديد وليس في محله وإنما الأولى هو توجيه الشباب للطرق المثلى للاستخدام، فزمن التقنية لابد أن يكون الشباب فيه ينعمون بالمعرفة وأن يكون أفقهم أوسع وقد مكن الإنترنت كثيرا من سعة إدراك الشباب، لكني أنصح هذه الفئة الغالية بعدم قراءة ما لا يفيد أو الدخول إلى ما يضر دينهم وعقيدتهم وسلوكهم، فكما في هذه الشبكة العنكبوتية الخير فإنهت تحتوي وللأسف على الشر، ولابد أن نراعي أن الإنسان مسؤول عن صحته أين استخدمها فقد قال سبحانه وتعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك عنه مسؤولا)، وكذلك أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المرء يسأل يوم القيامة عن شبابه فيما أفناه.
الصف الواحد
** ومن أهم النصائح التي يتمسك بها بقوله:
يجب على أبناء الأمة ألا يتفرقوا أو يسيروا خلف التحزبات، لأن ذلك ينخر في جسد الأمة ويسهم في ضعفها والواجب البعد عن كل ذلك فيستقي الإنسان علومه من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
يد واحدة
** وحول السبل التي ينبغي انتهاجها للوقوف أمام من يسعى إلى إيقاع الفتنة بين الآخرين يقول:
حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ساهمت كثيرا في الحد من وقوع هذه الفتن، إذ فتح حفظه الله الحوار فساهم هذا الأمر كثيرا في الحد من التنازل بين التيارات المختلفة، كما عمل حفظه الله على تضييق الخلافات بين المسلمين أنفسهم وكذلك بين المسلمين وبين أتباع الديانات الأخرى، مبينا ابن منيع أن ديننا واحد وكتابنا واحد ونبينا واحد وبالتالي ينبغي أن نكون يدا واحدة.
غير مقصود
** وبشأن تجدد الجدل بين الحين والآخر حول الاختلاط في الأماكن العامة يقول:
الأسواق مثلا وما في نحوها كالمستشفيات وغيرها يعد اختلاطا غير مقصود وبالتالي ليس هو في حكم التحريم، كما أن دافعه هو الحاجة، ناصحا المرأة التي تحتاج إلى هذه المواطن بأن تتمسك بحجابها وألا تفتن الرجال وأن تعمل وفق ما جيء في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
مبدأ اليسر
** وعن اليسر في الدين وتمسك العلماء بهذا المبدأ يوضح:
اليسر مبدأ في الدين الإسلامي ولابد من رفع الحرج عن الناس إذ يقول جل جلاله: (وما جعل عليكم في الدين من حرج)، وقال عليه الصلاة والسلام: «يسروا ولا تعسروا»، مبينا أن إزالة المشقة عن الناس فيها خير كثير مناديا عموم العلماء الاعتماد على هذا المبدأ ترغيبا للناس وليس لترهيبهم.
الحفاظ على البيت
** وبشأن اتخاذ مواقف تجاه المرأة والتشديد عليها في القضايا الفقهية يقول:
المرأة يقع على عاتقها الكثير، فهي ترعى بيتها وتربي أبناءها خصوصا في الوقت الذي يخرج رب الأسرة من البيت لجلب الرزق، محذرا من التخلي عن مسؤولياتها وإهمال بيتها بكثرة خروجها، لأن الخروج الدائم يسهم في إهمال التربية للأبناء، مطالبا المرأة بتقوى الله في بيتها وأبنائها وزوجها، ولابد أن نعلم أن المرأة التي تخرج كثيرا يبدو ذلك واضحا عليها إذ يلمس الآخرين ذلك فيرون تقصيرها في تربية وتقويم أبنائها، الأمر الذي تسبب كثيرا في تفاقم حالات الطلاق، كما نادى النساء بتقوى الله سبحانه وتعالى، مطالبا الآخرين بعدم التشديد على المرأة فكم وجد من النساء من هن الأقدر والأكفأ والأعقل، بل ويحرص البعض منهن على دينيهن بما لا يتصوره بعض الرجال.
تحكيم العقل
** وعن وجود فجوة بين العلماء ومختلف شرائح المجتمع وخصوصا الشباب يقول:
في هذا الأمر شيء من الصحة ولابد أن ندرك أن أفراد المجتمع هم أهل لنا وينبغي أن نستوعب الشباب وأن يكون تعليمنا لهم غرضه الرحمة بهم وحب الخير لهم، حتى يقبلوا نصائحنا، ولابد أن نحكم العقل عندما نتعامل معهم.