أكد رئيس مديري التسويق والقطاع التجاري في نادي برشلونة الإسباني لاندر انزويتا، أن احتراف أفضل لاعبي العالم في الدوري السعودي للمحترفين، في الوقت الحالي يعد من الخيال لعدة اعتبارات أهمها عدم وجود المستثمرين في الأندية السعودية.
وحول الأنباء التي أشارت إلى رغبة نادي الهلال في التعاقد مع الأرجنتيني ليونيل ميسي مطلع 2016 بصفقة بلغت 2 مليار ريال قال «من المستحيل في الوقت الحاضر أن يحضر لاعب بحجم ميسي أو كريستيانو رونالدو للعب في أي نادٍ سعودي، لعدم وجود مستثمرين محترفين في الأندية السعودية، اللاعبون النجوم لا يعتمدون فقط على مقدم العقد والراتب، بقدر ما يهتمون بالعائد الإعلاني الذي يحصلون عليه من الشركات العالمية، فهم يستثمرون من أجلهم ومن أجل بلدهم. وأضاف: إذا ذهب ميسي لأي ناد سوف يحضر معه المتعة.. هو فنان وملهم فيما يعمل.. مثله مثل رافائيل نادال وروجر فيدرر.. وهو يجعل الناس شغوفة بكرة القدم بسبب ما يعمل، لا يهم في أي فريق يلعب المهم هو ما يعمله.
وتابع «من حق نادي الهلال أو أي ناد سعودي أن يطمح بجلب لاعب بمواصفات ميسي أو لاعب مثل إبراهيموفيتش أو كريستيانو رونالدو، ولكن الأهم من ذلك كله كيف تستثمر في هؤلاء اللاعبين الذين يعتبرون مصادر عوائد لأنديتهم ودولهم، وبدل أن يتم التركيز على لاعب وماذا يقدم لنا من عوائد المهم أننا نركز على النادي نفسه وماذا بإمكاننا أن نقدم له من ناحية الإدارات التسويقية والاستثمارية؟.
وأضاف الإسباني «كرة القدم الاحترافية ليست 22 لاعباً يلعبون في الملعب فقط .. إنما هي كيف يدار الفريق وكيف تهتم بالمشجعين والاتصالات والتسويق وكيف يعزز التليفزيون كرة القدم وكيف يتطور الفريق وكيف يمثل الفريق بلاده في المشاركات الخارجية.
«نادي الهلال وباقي الأندية السعودية يجب أن يلتفتوا لتطوير التسويق، اللاعبون الجيدون سوف يأتون، ولكن إن لم يكن النادي صلباً من ناحية الإدارة فسوف يصبحون خائفين.
وأوضح لاندر انزويتا: الأندية السعودية تعاني من الموارد المالية، ودفع الرواتب فمثلاً ميسي ورونالدو يتقاضيان رواتبهما بشكل أسبوعي، إضافة إلى العائد الاستثماري للاعب من الدعاية والإعلان، وفي المملكة العربية السعودية لديكم فرصة كبيرة للاستثمار في الأندية، لديكم دوري جيد ولاعبون جيدون، وحب كبيرة للرياضة من الشباب، وهذه جميعها مؤشرات لوجود فرصة كبيرة للاستثمار في المستقبل، فمن خلال عملي في الوقت الحالي مستشاراً لشركة «e603» السعودية نبحث مع بعض الأصدقاء عن إمكانية الاستثمار في الأندية، وهناك توجه لدى شركة «3e60» السعودية. لدراسة وإعداد خطط للأندية السعودية من الناحية الإدارية الاستثمارية.
نحن في إسبانيا وفي نادي برشلونة نعرف الهلال والنصر وذلك من خلال لعبهما وجماهيرهما، ولكن ما ينقصهما فقط الإدارات المحترفة، نحن نتابعهما خصوصاً في مباريات اعتزال اللاعبين وجلبهما أشهر الأندية الإسبانية والإنجليزية مثل اعتزال سامي الجابر واعتزال ماجد عبدالله، وهذا مهم لجعل جماهير هذه الأندية تعرف اللاعبين السعوديين والأندية السعودية.
السعودية أرضيتها خصبة للاستثمار وحب الجماهير لكرة القدم يساعد على ذلك، لكنكم لغاية الآن لم تهتموا بهذا الجانب والفرصة الآن مواتية والتأخير ليس في صالحكم إطلاقاً، ما تقوم به الأندية لديكم حالياً هو فقط حضور اللاعبين إلى النادي والقيام بالتدريبات، ولا خطة للاستثمار داخل وخارج النادي، أنديتكم فقط تفتح في التدريبات وتغلق بعد التدريب، بينما الأندية الأوروبية لديها مشاريع داخل وخارج النادي وهذا ما تفتقده الأندية السعودية.
ويقول رئيس مديري التسويق والقطاع التجاري في برشلونة، ممازحاً: «أطمئن جمهور النصر بأنه لن يأتي»، لأنني أعرف الأهمية الكبيرة لديكم وخصوصاً أن الناديين مقبلين على مواجهتين حاسمتين مثل مباراة كأس ولي العهد والديربي بين الهلال والنصر، ولكن أكرر بأن الأهم هو الاستثمار الرياضي، ولن يكون سحراً لو كان ميسي أو رونالدو في المملكة لو تحقق ذلك، فهم يجلبان الكثير من المتعة والموارد المالية للبلاد وللأندية ولكرة القدم وللأطفال المحبين لكرة القدم.
نحن في عالم كرة القدم ننتبه لجميع الدوريات كوننا في نفس المجال، الأندية السعودية مثيرة للاهتمام ولديكم لاعبون معروفون خاصة الذين شاركوا دولياً في البطولات الخارجية، ويوجد أيضاً بعض اللاعبين الذين يمكن أن يلعبوا في أوروبا، كما أن لديكم جماهيرا تعشق كرة القدم وهذا يعزز الاستثمار لديكم، وأنا أعرف أصدقاء سعوديين لديهم الفكر الاستثماري الرياضي منهم عضو شرف نادي الهلال الأمير عبدالله بن مساعد الذي التقيت به ووجدت أن لديه فكراً رائعاً، وتحدثنا عن موضوع الخصخصة.
وقال: تأخير تخصيص الأندية في السعودية عواقبه سلبية على الأندية، «عليكم أن تقوموا بتعجيل الخصخصة لكيلا تفقدوا هذه الجماهير العاشقة لكرة القدم، وأستغرب عدم استغلال مباريات الديربي مثل مباريات الهلال والنصر والأهلي والاتحاد من الناحية الاستثمارية؟!.. يجب وضع أرضية صلبة للأندية وتخصيصها، الاستثمار الرياضي عالم مفتوح وليس حكراً على وطن أو مواطن، ثم يجب أن تجلب الأندية السعودية مستثمرين ومفكرين في هذا الجانب لجلب اللاعبين الكبار وإغرائهم للعب في الدوري السعودي، لأنه في عدم وجود مستثمرين محترفين في الأندية السعودية لن يحضر ميسي أو كريستيانو رونالدو.