قال الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق، إن الفترة الحالية تشهد إرهاصات دخول موسم مهم انفصالي بين موسمي الشتاء البارد والصيف الحار.
وأوضح أن يوم الخميس المقبل هو أول موسم العقارب المسماة بالسُّم، وفيه تذبل برودة الشتاء فتعتدل الأجواء، مع هجمات بردٍ مفاجئةٍ تخرج من ثنايا الصقيع مع نشاطٍ للغبار وانتشارٍ للبعوض في أول أيام “موسم العقارب”.
وقال إن أمارته هي احتضان الدفء لنا بعدما نفثنا البرد بزمهريره وأذانا بلسع سوطه؛ ولهذا قالت العامة: “لا دخلت العقارب ترى الخير قارب”.
ولفت “الزعاق” إلى أننا خلال هذه الأيام تأثرنا بتناطحٍ جبهي بين المرتفعات والمنخفضات الجوية العميقة فصار الطقس بينهما في تذبذبٍ شديدٍ: ريحٌ شديدة منتشية ولسع أشعة الشمس في حال النهار وبرد في آخر الليل وأمطارٌ متفرقة تولّدت عنها رطوبة شديدة في الجو نتيجة هبوب الرياح الجنوبية الشرقية.
وأوضح أن هذا التذبذب نتيجة تمخض السماء لولادة موسمٍ جديدٍ منفصلٍ، وهو موسم العقارب ويحتضن بين جنباته ثلاثة من النجوم الذابح وبلع والسعود هذا عند العرب، أما العوام فيسمونها السُّم والدم والدسم.
وقال “الزعاق” إن السُّم دلالة على أن بردها يقتل كما يقتل السُّم، والدم دلالة على أن بردها يُدمي ولا يقتل، والدسم فتدل على أن المواشي تحمل الدسم على ظهورها نتيجة رعيها الربيع.
وأضاف أنها سُميت بالعقرب لأنها تلسع ببردها كلسع العقرب، إذ إن العقرب تباغتك بلسعها كحال البرد في هذا الوقت من الزمان والأجواء السائدة طوال موسم العقارب هي الاعتدال، فالعشرون يوماً الأولى الأصل فيها الاعتدال الذي يميل إلى البرودة في هزيع الليل، والشق الأخير الأصل فيه الاعتدال الذي يميل إلى الحرارة في وضح النهار، فالمجمل هو الاعتدال إلا أنها لا تخلو من هجمات بردٍ مباغتة ولاسعة.
ولفت إلى أنه عند حلول موسم العقارب تنفك أظافر الشتاء من ظهر المنظومة المناخية فينحدر فصل الشتاء ويبدأ فصل الصيف بالزحف إلينا، حيث تبدأ الحرارة تشتد في حال الظهيرة.
وقال “الزعاق”: “برد العقارب يأتينا على فتراتٍ متباعدة؛ تدخل المنازل، فبرودتها مرتبطة بهبوب الرياح الشمالية، وفيها ينشط الغبار وينتشر البعوض على رقعةٍ واسعةٍ، ويظهر الفقع على وجه السطح بعد أن ظل حبيس الأرض طوال فترة الشتاء القارس، ويطل فيه العرجون بعنقه، وتتباهي الزهور فيه بجمالها”.