بحث وزير الخارجية المصري السفير نبيل فهمي أمس مع أندرس فوج راسموسن، سكرتير عام حلف شمال الأطلنطي، سبل التعاون بين مصر و”الناتو” في مجال مكافحة الإرهاب، وقال المتحدث باسم الوزارة السفير بدر عبدالعاطي “فهمي التقى راسموسن على هامش زيارته الحالية إلى بروكسل لرئاسة الوفد المصري إلى القمة الأوروبية – الأفريقية الرابعة، وتناول اللقاء عدداً من القضايا الإقليمية والدولية من بينها الأوضاع في ليبيا والمبادرة الخاصة بإنشاء صندوق دولي تحت إشراف الأمم المتحدة لجمع الأسلحة هناك”.
في غضون ذلك، حذر خبراء أمنيون من أن مصر تواجه أجيالاً جديدة من الجماعات الإرهابية على رأسها “كتائب الفرقان” و”أنصار بيت المقدس” و”الذئاب المنفردة” و”أنصار الشريعة” و”أجناد مصر” الذي أعلن مسؤوليته عن التفجيرات الثلاثة التي وقعت أول من أمس بالقرب من جامعة القاهرة. وقال الخبير الأمني اللواء محمود زاهر “هذه الجماعات الإرهابية تستهدف سقوط أكبر عدد من القتلى لإثبات وجودها، لكن مسألة الاغتيالات والتفجيرات وصلت إلى المرحلة القصوى خلال الفترة الماضية، وتجفيف المنابع يقوم بناء على خطة معلوماتية تأتي بالتعاون بين المخابرات العامة والأمن الوطني، بالإضافة إلى تجفيف الدعم اللوجيستي والمالي القادم من الخارج، وكذلك الرؤوس المسيطرة على التنظيم الداخلي لتلك الجماعات الإرهابية”.
من جانبه، طالب الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء حسام سويلم بضرورة تطبيق قانون التظاهر بحسم، ومنع أي تظاهرات خلال الأشهر الستة القادمة، وكذلك سرعة إصدار قانون مكافحة الإرهاب، وقال “هذه الجماعات الإرهابية تستهدف قوات الأمن منذ فترة طويلة، وهي تنفذ تعليمات جديدة من الخارج”.
بدوره، قال الخبير الأمني خالد عكاشة “أنصار الشريعة يعتبر من أخطر تلك التنظيمات، فهو من منتجات السلفية الجهادية، ويعد الجيل الجديد من تنظيم القاعدة، ويتبع نموذجه في تأسيس فروع له في دول العالم، فهناك فروع للتنظيم في مالي وتونس وسورية وشرق ليبيا، حيث حقق طفرة ونقلة نوعية في القوة عقب انهيار النظام السابق وانهيار الأوضاع الأمنية، مما يمثل بيئة حاضنة للإرهاب لمثل هذه التنظيمات، حيث استفاد التنظيم من ذلك، وامتلك معسكرات تدريب واستدعى خبراء من الخارج من قدامى الإرهابيين وبالتالي حصلت نقلة نوعية في عملية التدريب”. وأضاف “هناك أيضاً كتائب “الذئاب المنفردة”، وهي كتائب لمجموعة من الأشخاص غير المنظمين، ولا يخضعون إلى قيادة جماعة، بل يعتمدون على أنفسهم، وأفكارهم التي تلقوها في الأغلب عبر الفضاء الرقمي، وتشكلت الذئاب المنفردة في مصر من شباب “السلفية الجهادية”، وأتباع محمد الظواهري وأحمد عشوش، وتعتبر بمثابة الجيل الرابع لتنظيم القاعدة، الذي يقوم على التمويل الذاتي المحدود والاستعانة بالمواد التي تدخل في صناعة المتفجرات والتي يمكن الحصول عليها في الأسواق دون أن تلفت الانتباه، وكان أول ظهور لها في منتصف شهر نوفمبر الماضي، حيث أصدرت عدة بيانات نشرتها شبكة شموخ الإسلام، تبنت من خلالها بعض العمليات الإرهابية، ومن بينها تفجير المحول الكهربائي التابع للمخابرات الحربية بالزيتون”.