أكّد الباحث في الظواهر الجوية والفلكية “شبيب عبدالرحمن الحربش الصخري”، أنه لا صحة لما جاء به بعض الباحثين بدخول “الكنة” قبل موعدها المتعارف عليه، والمعتمد في تقويم أم القرى بـ ٢٩ أبريل سنوياً؛ معتبراً ذلك من باب “خالِف تُعرف”.
وقال “الحربش “فترة الكنة؛ بدايتها تحديداً يوم الثلاثاء 29 أبريل 2014م، وتستمر 39 يوماً؛ حيث تتزامن معها منازل الرشا والشرطين والبطين، ومدة كل واحدة منها 13 يوماً؛ فيكون المجموع 39 يوماً، وبعد هذه المدة، وبالتحديد فجر يوم السبت الموافق 7 يونيو 2014م، يتمكن المتابعون من رؤية عنقود الثريا النجمي جهة الشرق”.
وأضاف “الحربش”: “(الكنة) تعني الاستتار والاختفاء، ويَقصد به استتار واختفاء الثريا (عنقود نجوم الثريا)؛ فلا تُرى بسبب توهّج أشعة الشمس؛ لذا فإن هذه الفترة تسمى أيضاً (كنة الثريا)، وهي إحدى أشهر الفترات المناخية لدى الحاسبين والمتابعين والمهتمين بالأجواء عموماً”.
ولفت “الحربش” إلى أن “لفترة الكنة سِمَات مناخية وأحداث معروفة، غالباً ما تقع خلالها بمشيئة الله وتدبيره وحده سبحانه”؛ مشيراً إلى أن “أبرز تلك الظواهر الجوية -خصوصاً في النصف الأول منها- ظهور سُحُب المراويح والسرايات”.
وقال “الحربش”: “تتكون سُحُب المراويح خلال وقت الرواح أي من بعد الظهر حتى أول الليل، ويمتد نشاط تلك السحب إلى منتصف الليل تقريباً في شرق المملكة؛ لذا تُسمى هناك “السرايات”، وتتميز سحب المراويح والسرايات غالباً، وبمشيئة الله، بسرعة تكونها، وبغزارة أمطارها، وأحياناً تكون غزيرة جداً، وتُصحَب غالباً ببرديات خطيرة، ورياح عاتية قد تسبب أضراراً”.
وأضاف: “كما تؤدي أيضاً إلى إثارة الأتربة والغبار في المناطق التي يحدث فيها النشاط الرعدي، وعادة ينتقل الغبار نحو المناطق المجاورة؛ بينما تَقِلّ فُرَص اﻷمطار الغزيرة في نصف الكنة الثاني؛ فيما تظلّ تقلبات الأجواء باقية بعد مشيئة الله”.
وأوضح “الحربش” أن “من أبرز السمات المناخية في الكنة هو تواصل ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ؛ فتكون الأجواء حارة؛ خصوصاً خلال فترة النهار؛ حيث لا يطاق الجلوس طويلاً تحت أشعة الشمس مباشرة”.
واعتبر “الحربش” كثرة هجرة طيور القميري والغرانيق والصفار والخواضير وغيرها، من أبرز الأحداث خلال الكنة؛ خصوصاً في أولها”؛ مُحَذّراً المتنزهين في المزارع والصحاري من كثرة ظهور الثعابين والعقارب خلال هذه الفترة أيضاً.