احتاج فريق الشباب إلى 20 دقيقة فقط ليؤكد أحقيته بالفوز أمام منافسة الأهلي خلال مباراة ذات أهمية كبيرة تحدد نتيجتها بطل كأس خادم الحرمين الشريفين، وصاحب لقب البطولة الأغلى التي تختتم الموسم الكروي السعودي.
وأسهم أيضاً التركيز المثالي الذي دخل به لاعبو الشباب المواجهة في إجبار منافسهم على الوقوع في أخطاء كثيرة على مقربة من منطقة الجزاء كلفته ارتكاب ركلة جزاء وخطأ فادح من الحارس عبدالله المعيوف مع أول دقائق الشوط الأول مما منح الشبابيين دفعة معنوية مبكرة للسيطرة والثبات فوق ملعب المباراة في وقت ارتبك فيه الأهلايون كثيرا مما جعلهم غير قادرين على العودة لأجواء المباراة كما هو عطاؤهم في المباريات السابقة.
ردة فعل ضعيفة
تسجيل الشباب الهدف الأول من ركلة الجزاء مع الدقيقة 11 قابلته ردة فعل ضعيفة من لاعبي الأهلي، خصوصا أن المتبقي من الوقت في هذا الشوط الأول كان طويلا، ولكن كانت الصدمة بولوج الهدف الثاني في مرماهم في الدقيقة الـ19 نتيجة خطأ المعيوف الذي وضحت تأثيراته السلبية على ما تبقى من هذا الشوط رغم التسديدة المباشرة على مرمى وليد عبدالله في الدقيقة 27. خلاف ذلك، ظل الشباب قادراً على تسيير مجريات المباراة كما يريد نتيجة التركيز والثقة وتقارب الخطوط بين لاعبيه.
أول المنعطفات الشبابية
محافظة لاعبي الشباب على شباكهم نظيفة طوال الشوط الأول كان له مفعوله الإيجابي في إبطال أي هدف في هذا الشوط كان لو سجل سيكون له حتما انعكاسات إيجابية على الفريق الأهلاوي قبل الذهاب إلى غرف تبديل الملابس والتحضير للحصة الثانية من المباراة، خصوصا ومعرفة لاعبي الشباب بخطورة نتيجة الـ2/صفر التي غالبا ما تتحول إثر تقليصها بهدف، وهذا ما حدث في مباراة الدمام ما بين الشباب والاتفاق وكيف عاد الشباب لتعديل النتيجة في آخر رمق المباراة.
مخاوف طول “الاستراحة”
الوقت الذي قضاه لاعبو الناديين ما بين شوطي المباراة كان مقلقا للفريق الأفضل تركيزا وانضباطا في الشوط الأول، وهو ما تميز به الشبابيون، إلا أن الهدف الثالث الذي سجل مع الدقيقة الـ48 بدد جميع المخاوف، وحسم المباراة بنسبة كبيرة جدا، رغم المحاولات اليائسة التي كانت سمة تحركات لاعبي الأهلي، ومع التغييرات التي أحدثها البرتغالي بيريرا مع بداية هذا الشوط الثاني، إلا أن تأثير هذا الهدف كان كبيرا ومحبطا على لاعبي الأهلي، وتحول الأداء للكثير من العشوائية نتيجة الإحباط الكبير وفقدان الأمل بتعديل النتيجة في ظل الصعوبات التي وجدوها على أرض ملعب المباراة.
الضربتان موجعتان
يصعب على المحللين تقييم أداء اللاعبين والطريقة المرسومة لهم من قبل المدربين بعد أن استطاع الشباب تسجيل هدفين في وقت مبكر من الشوط الأول بعثرا كثيرا من الخطط والتوجيهات وحتماً كانت لهما انعكاسات كبيرة على الجانبين، سواء سلبا أو إيجابا وهو ما حدث في مباراة تصنف من الوزن الثقيل، إلا أن الهدفين خففا كثيرا من وزنها وبقت مباراة تلعب من طرف واحد في غالبية أوقاتها نتيجة إجادة لاعبي الخبرة في وسط الشباب فرناندو وعطيف والغامدي والخيبري إحكام قبضتهم على هذه المنطقة المهمة في ملعب المباراة.
إبطال عودة الأهلي
في الوقت المبكر الذي أحكم فيه لاعبو الشباب هيمنتهم على المباراة انتظر بيريرا بداية الشوط الثاني لأجل أن يتنازل عن قناعته ويستعين بالمشاغب مصطفى بصاص على حساب عبدالله المطيري الذي اختفى في هذه المباراة واختفى معه تيسير الجاسم جراء التمركز الذي كان عليه لاعبو الشباب بمجرد فقدانهم الكرة، ولم تجد هذه التبديلات نفعا في تحسين بناء الهجمات الأهلاوية إثر تباعد اللاعبين وتأثرهم نفسيا من تقدم الشباب بثلاثة أهداف في الـ48 دقيقة من المباراة.
وليد الاستعراضي
أحداث المباراة المفاجأة في بدايتها خففت كثيرا من تفاعل حارس مرمى الشباب وليد عبدالله الذي اكتفى بإبعاد إحدى الكرات الطويلة بحركة استعراضية اختفى بعدها عن الظهور في كرات خطرة نتيجة تكفل لاعبي الوسط والدفاع بمهمة إبعاد الخطورة عن منطقة الجزاء، وظل يراقب المباراة دون أن تكون له تدخلاته قوية، ما يؤكد “الانفلات” التكتيكي الذي أحرج لاعبي الأهلي وأظهرهم ضعفاء في بناء الهجمة وغير قادرين على مجاراة لاعبي الشباب بتركيزهم ورغبتهم وثقتهم طوال المباراة.