وقع الشاعر السعودي المعروف عبد الرحمن الشمري أحد أبرز نجوم مسابقة “شاعر
المليون”، ديوانه الجديد الصادر عن أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات
والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، بحضور نخبة من المثقفين والإعلاميين
ومحبي الشعر النبطي، والعديد من زوار معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ
24.
ويملك الشمري روحا ًشعرية جميلة وأصيلة، وقدرة رقيقة على التوظيف الموسيقي،
وكما أنه يمسك بأطراف تجربة شعرية متميزة، ويضم الديوان الجديد جزءاً من نصوص
شعرية تتناول مجموعة من القضايا الحياتية والإنسانية، وتوثق للحظات كثيرة سواء
عاشها الشاعر حقيقة أو تبناها، وأراد الكتابة عنها.
وتتسم قصائد الشمري بأنها مدهشة وفيها حبكة وصور شعرية جميلة، كما أنّ كلّ بيت
في النصّ يدلّ على النضوج الشعري، وفي كلّ بيت عالم من الجمال المبني على
الخيال والصور الشعرية، بل إن النصوص في ديوانه شامخة ولا يكتبها إلا شاعر
مميّز بما تحمله من سلاسة في ترابط الأفكار.
وجاء ” ديوان عبدالرحمن الشمري ” في حوالي 200 صفحة من القطع المتوسط ضمّت 50
قصيدة في أغراض متعدّدة كالمديح والغزل والسياسة والحكمة والأغراض الاجتماعية
المختلفة، والتي يرى الشاعر أنها جاءت كتدوين لما في دواخلنا من ذكريات، لعلها
تفيد كل من يقرأ هذا الديوان، الذي يحتوي على خبرات وتجارب حياتية، وضعتها في
أبيات لها معنى، وأتمنى أن أكون قد وفقت في نظمها.
ويقول الأستاذ سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر في تقديمه لديوان الشمري:
إذا أردت أن تعرف من هو الشاعر عبدالرحمن الشمري، فلا تسأل عنه أحداً، بل اقرأ
قصائده. يقول الشمري:
ما ادّعيت انّي ستالين والا روزفلت= لا ولا لي بازمة النفط والأسهم مجال
إبك انا شاعر وشعري ليا من انهبلت=يسحبه ذنب الحقيقه لمغفرة الخيال
ويتابع العميمي: إنّ الشعر الذي يمكن من خلاله معرفة شخصية الشاعر وصفاته،
جدير بالقراءة، والشمري في قصائده، بعيد عن الزيف ولبس الأقنعة، بعيد عن
التعقيد، قريب من واقع الحياة، يحمل من البساطة والعمق في الوقت نفسه ما يجعله
قريبا ً من النفس، لكنّ الكتابة على نفس منواله ليس أمراً متيسّراً للجميع.
ويقول الشمري في مطلع إحدى قصائده:
القصيد بحزّته لو ما لفى ما ني خويّه=يطلب الله عند غيري ما مرامه مع مرامي
كان له باهل المعاني نيّتين فلي نيّه=ما يبدّلها قليلين وكبيرين الأسامي
وهنا جرأة كبيرة منه في التعبير عن علاقته بالشعر، وكيفية تعامله معه، يقولها
دون مواربة أو زيف!. وفي هذا الديوان الذي يُعدّ أول إصداراته الشعرية، يتحدّث
الشمري عن الرجل والمرأة والفقر والغنى والسياسة والحكام والسلطة والدولة
والقبيلة والدين والثقافة والمجتمع، لكنه يقول لنا في كل قصيدة (أنا شاعر،
أقول رأيي ووجهة نظري من زاوية مختلفة، ولك الحق أن تأخذ برأيي أو تتركه،
والشمري هنا لا يلغي الآخر، لكنّه لا يهضم نفسه حقها في التعبير بلسان الموهبة
التي حباه الله بها.
ويقول العميمي “ولعلّ واحدة من الأشياء الجميلة التي أحبها في قصائد الشاعر
عبدالرحمن، هي الثقافة المحمّلة بها، وفي الوقت نفسه، قدرته على قول كا ما
يريده في قصائده، بذكاء”.
وقصائد هذا الديوان، تحمل الكثير من الجمال والعفوية، التي ينطبق عليها قول
شاعر الديوان في بيت من أبياته، يقول في شطر منه: شَ احلى من الشمّري بعفوية
لسانه؟.